محسن الأكرمين.
قد نكون ممن يدمن على عمليات الانتقاد وتوجيه اللوم للآخرين ونحن جلوس نتفرج بإلهاءات جانبية. اليوم،وفي ظل جائحة فيروس” كورونا” لنغير رؤيتنا نحو الدولة والوطن، لنغير سلوكاتنا السلبية، لنغير رؤيتنا حتى وإن حملت سوداوية النظارات نحو أفق الحمائية الاستباقية، وجعل الوطن فوق كل الاعتبارات. الجائحة تتحرك بمتوالية ادفع بالزيادة، وتتكاثر الحالات المصابة، وتتكاثف تدخلات الدولة الصائبة لأجل وقفة سلسلة العدوى والتفشي، تتحرك الدولة كمنظومة مؤسسات شمولية برزانة المواقف، واتخاذ القرارات السليمة.
اليوم نقول أن مؤسسات الدولة حاضرة بقوة في مواجهة جائحة فيروس” كورونا”، اليوم الدولة تفكر في السلامة الصحية لكل المواطنين، اليوم يجب علينا الامتثال لقرارات المؤسسات العليا للدولة، اليوم يجب أن يبرهن كل مواطن عن مواطنته وحنكته في الالتزام بقرارات السلطات العليا، وفي الالتزام بكل إجراءات الوقاية، وإقفال سلسلة تطور الوباء بالعدوى والالتزام بالمساكن.
الوعي بخطورة جائحة فيروس”كورونا” الذي يصيب العالم والوطن على السواء، لن يكون في صناعة صور مفبركة كاذبة وإشعال نار الفتنة، وإحداث الفوضى والفزع، ليس في تصوير كبسولات وصور كاذبة تسيء للجهاز الصحي ولتدخلات الدولة المتحركة بقوة. الوعي يكون في تنظيم أنفسنا وأسرنا وعائلاتنا وجيراننا نحو الحجر الصحي الطوعي، في ترك مساحة من التأني وأخذ الأخبار الصادقة من مصادرها الرسمية.
أنا أعلن كمواطن مغربي بسيط ثقتي الكاملة في أجهزة الدولة على حماية صحتي، أنا أعلن كمواطن بسيط التزامي بكل قرارات الدولة وبدون مناقشة ولا تنطعية فارغة، أنا كمواطن بسيط أضع كل إمكاناتي رهن إشارة الوطن لان قوتنا الجماعية في الدولة موثوقة وبدون هوامش شك، أنا كمواطن بسيط من مكناس أراهن على دولتي التي تحلل الوضعية الصحية الوبائية ولها كافة الصلاحيات في اتخاذ أي قرار تراه مناسبا للحد من سلسلة العدوى. أنا كمواطن من مكناس وقد وصل الداء نحو المدينة (2حالات) أعلن التزامي ببيتي إلا في خروج لأداء مهام عملي بشكل احترازي، أنا كمواطن من مكناس أضع نفسي رهن إشارة أجهزة الدولة لأداء أية مهمة تطوعية داخل المدينة أو بشمولية جغرافية الوطن.
لنكن جميعا، ممن يبني وطنا تضامنيا في الشدة قبل الرخاء، لنكن أشد حرصا على تجنب الأماكن المكتظة وممكنات تنقل العدوى …، لنكن أكثر قناعة وقيما حين لا نحدث”اللهطة” في اقتناء مواد المعيشة، لنكن أكثر خلقا ونحمل قيم وطن وساكنة مكناس ونخلق صندوقا محليا للتضامن هنا بمكناس، صندوقا لدعم من فقد عمله، مع من يبيت الليلة في الشارع، مع من لا يملك حدا أدنى من مواد العيش الضرورية للحجر الصحي الطوعي(قبل الالزامي). لنكن كساكنة بمكناس أشد حرصا على تغليب المصلحة العليا للوطن وللمدينة، لنكن أكثر سندا وإيجابية لدعم للدولة في التغلب على الجائحة، لنكن مثالا وطنيا ساكنة مكناس ومدينتي الغالية في دعم إجراءات وقرارات الدولة العمودية والسلطة العمومية، وفي التضامن الأفقي مع وطني بتمامه، وساكنة المدينة.