علال_العمروي يكتب : “فاس وسبات فاس “

فاس وسبات فاس
ها وقد اشتد حر مدينة فاس، وقصدت أخي الفاسي وأختي الفاسية (ممن استطاعوا اليه سبيلا) إحدى مدن الشمال أو الساحل أو الجنوب لقضاء أيام من عطلتكم، ماهو شعورك؟
وقلبك ينشرح بالتقدم النسبي و المستمر الذي تعرفه هذه المدن (وتلك القرى الى عهد قريب) من حيث عصرنة البنيات التحتية وصيانة المرافق العمومية وتحسن الرواج التجاري و الاقتصادي والمواقع السياحية والمشاريع التنشيطية و الترفيهية، ماهو إحساسك؟


فاس وسبات فاس
وانت اخي ساكن فاس الذي لم تسعفك ظروفك وامكاناتك كان الله في العون، في أن تسافر، قل لي، أين تذهب بأبنائك؟ الى شوارعنا التي طالها مع الأسف الاهتراء والعتمة؟ و هي كانت الى عهد قريب يضرب بها المثل. الى ساحاتنا التي أصبحت موحشة؟ في غياب لأدنى تنشيط في عز فصل الصيف، موسم العطلة و التفسح. الى نوادينا الرياضية و الثقافية العتيقة التي تئن جراء غياب الدعم و المواكبة ؟ الى كساد و تراجع المستوى التجاري و الصناعي؟ وشبابنا المؤهل تكوينا و دراسة و المتعطش لأمل اللحاق بركب مدننا الرائدة في التشغيل و التنمية، ماذا أنت فاعل قل لي بربك؟


فاس وسبات فاس
في وقت وجيز اوقَفوا عقارب الزمن السياسي، اطفؤوا الأنوار، اغلقوا المرافق على قِلّتها، المسبح البلدي نموذجا، واحتجزوا المخيم الحضري لجماعتهم، احبطوا كل مستثمر، استفزوا كل مجتهد طموح، شبابا و شيوخا، تحرشوا بأجنداتها الثقافية النشيطة الى عهد قريب (فنية، مسرحية, شعرية، فلسفية، فكاهية…)، أداروا ظهورهم لفرقنا الرياضية الكبيرة و حتى الصغيرة، واوقفوا مشاريع كان قد علق عليها الأمل، رفعوا سيوفهم ضد كل معارض أو منتقد أو حتى ناصح…ما العمل؟


فاس وسبات فاس
لهؤلاء القائمين على شأن مدينة فاس “إخوة” كثيرون: في الحكومة رئيس،و وزراء في التجهيز والنقل واللوجستيك و الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة والتشغيل والإدماج المهني و الأسرة والتضامن والمساواة والتنمية الإجتماعية والشؤون العامة والحكامة والصناعة التقليدية والإقتصاد الإجتماعي والتعليم العالي والبحث العلمي، وحتى في حقوق الانسان ! هل تذكر واحد منهم مدينتكم بنصف مشروع؟ بثلث مصنع؟ بربع أمل ؟


فاس وسبات فاس
سئمنا من استجداء الماضي…فاس والكل في فاس، هو اليوم، شعارا أجوفا نتطلع به الى تاريخ مجيد وماض قريب مشرق…على مضض…
إنه سبات جسد مدينة بطش بها من لا غيرة له عليها، واهملها من بيده نهضتها، وتآمر عليها المتآمرون والساكتون والخانعون، أما روحها فارتكنت زاوية تبكي حاضرها وتتطلع لصحوة أبنائها وبناتها. فهل فينا من ينعشها؟

مرارا تطل علي في الفضاء الأزرق عبارة مؤلمة “عزاؤنا واحد” في فاس….
فأجيبه، لا عزاء، لا عزاء، أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ .

علال_العمروي
نائب برلماني و مستشار جماعي بفاس

About fnadmin