نقل لنا احد الحجاج، بجهة فاس مكناس، اجواء مليئة بالروحانيات و التعبد لله في يوم التروية، و هو اليوم الثامن من شهر ذي الحجة، وكذلك الثامن من عشر ذي الحجة. وسمي بهذا الاسم لأن الناس كانوا يرتوون فيه من الماء في مكة ويخرجون به إلى منى حيث كان معدوماً في تلك الأيام، ليكفيهم حتى اليوم الأخير من أيام الحج. وقيل سمي بذلك لأن الله أرى إبراهيم المناسك في ذلك اليوم.
يُسن للحاج أن يتوجه إلى منى وهو في طريقه إلى عرفات.
و إذا كان الحاج قارناً أو مفرداً، توجه إلى منى بإحرامه، وإذا كان متمتعاً قد تحلل من العمرة، أحرم بالحج من نفس المكان الذي هو فيه، سواء كان داخل مكة المكرمة أو خارجها.
و يستحب الإكثار من الدعاء والتلبية أثناء التوجه إلى منى، كما يستحب أداء صلاة الظهر والعصر والمغرب والعشاء وفجر يوم عرفة (اليوم التالي)، والمبيت في منى، وأن لا يخرج الحاج من منى إلا بعد بزوغ شمس اليوم التاسع من ذي الحجة، لأن النبي محمدا فعل ذلك.
و إذا توجه الحاج إلى عرفات دون المرور بمنى والمبيت فيها، أو خرج من مكة المكرمة ليلة التاسع من ذي الحجة، فلا شيء عليه.
أما بالنسبة لحكم إتيان منى يوم التروية، والمبيت بها ليلة التاسع، فعامة أهل العلم يقولون أن ذلك سنة مؤكدة لا ينبغي تركها، وقال بعض أهل العلم بالوجوب.