عقد مجلس جامعة سيدي محمد بن عبد الله اجتماعين متتالين في شهر يناير 2019 (يومي 4 و30 يناير) لدراسة حصيلة الدخول الأكاديمي (2018-2019) وعدد من القضايا المرتبطة بتدبير الجامعة وتنميتها، واتخذ قرارات مهمة في إطار تنزيل مشروع تنمية الجامعة للفترة 2018-2021. وهي قرارات تستهدف تحديث الجامعة وتقوية إنتاجيتها وفق رؤية استراتيجية استشرافية، وتدابير عملية تستجيب لتطلعات المرتفقين وتساير الجهود المبذولة على المستوى الوطني من أجل تجويد التعليم العالي.
ومن بين هذه القرارات خلق مؤسسة الوساطة بالجامعة من أجل تعزيز قنوات الحوار، وخلق فريق العمل حول البيئة والتنمية المستديمة وتأسيس عدد من المراكز المشتركة، بهدف تجويد الاداء وإرساء حكامة تشاركية تتيح دعم الانتاج العلمي والتربوي وتعزيز الانفتاح على المحيط. ويتعلق الامر بالقرارات التالية:
• خلق وسيط الجامعة
ويأتي هذا القرار الذي يعتبر سابقة على صعيد الجامعة المغربية، لتفعيل الحوار في حل النزاعات المحتملة سواء بين الأطراف، وذلك عبر الاقناع والتواصل وتقريب وجهات النظر في القضايا الخلافية، وفي ظل ما يسمح به القانون، واعتمادا على المساعي الحميدة التي يقوم بها وسيط الجامعة.
• إحداث مركز التكوين عن بعد
وهو مركز مشترك لتنزيل استراتيجية الجامعة في مجال التكوين عن بعد، وفق منظور جديد، يستثمر الإمكانيات التكنولوجية المتاحة والكفاءات البشرية المتوفرة، ويستحضر دور المؤسسات الجامعية، وتطلعات المرتفقين من أساتذة وطلبة وحاجيات المقاولات والشركاء الاقتصاديين والاجتماعيين.
• إعادة هيكلة مركز التكوين المستمر والإشهاد
ومن بين أهدافه تحسين ظروف العمل وتوفير الوسائل التقنية والمادية والبشرية لبلورة التوجهات العملية في مجال التكوين المستمر في العلوم والتكنولوجيا والعلوم الإنسانية والاجتماعية والقانونية والشرعية والاقتصاد والتدبير وعلوم التربية والآداب واللغات وغيرها، وفتح تكوينات تمكن من بلورة مهارات وخبرات تلبي حاجيات المقاولة والمحيط السوسيو اقتصادي.
- خلق مركز العمل الثقافي والاجتماعي
ويهدف جرد ورصد الأنشطة والمبادرات الثقافية والاجتماعية بالجامعة ومؤسساتها من أجل تثمينها ودعمها والرفع من جاذبيتها ونشر ثقافة الحوار وتعزيز قيم المواطنة والتضامن والتسامح والانفتاح. وتجميع الجهود والمبادرات على المستوى الثقافي والاجتماعي وتنسيقها ضمن برنامج عمل قابل للإنجاز والتقييم والتطوير بشكل مؤسساتي دائم. وتجويد عمل الاندية في المؤسسات وتتبعها، بهدف مواكبة الأنشطة الثقافية والاجتماعية وتشجيع الطلبة للعمل على صعيد الجامعة في إطار تشبيك بنيات مختلف المؤسسات لتبادل الخبرة بين تخصصات مختلفة.
كما يهدف المركز إحداث فضاء بالجامعة للتنسيق مع الجاليات الطلابية الدولية ودعمها وتيسير اندماجها. وبلورة سياسة استقطاب الكفاءات الطلابية الدولية لتعزيز تصنيف الجامعة وإشعاعها وتقوية دورها على مستوى الديبلوماسية الموازية. وتفعيل جمعيات الاعمال الاجتماعية وتشجيع تأسيسها في كل المؤسسات ودعمها من أجل خدمات لفائدة الاطر الادارية والتربوية، في أفق تجميعها في إطار فدرالية جمعيات الاعمال الاجتماعية لجامعة سيدي محمد بن عبد الله. وتتبع دعم انشطة ذوي الاحتياجات الخاصة بالجامعة تفعيلا لمفهوم الجامعة المواطنة. - خلق متحف العلوم
ومن بين أهدافه عرض الأعمال والمؤلفات والتحف ذات القيمة التراثية والعالمية، وعرض الخبرات والتجارب الديداكتيكية والتفاعلية المتعلقة بتطور العلوم والتكنولوجيا، وعرض الاكتشافات والابداعات والمخطوطات والمطبوعات في مجالات العلوم الإنسانية والاجتماعية والعلوم الدقيقة، ونشر المعرفة وتعميمها لتقوية دور الجامعة في الحفاظ على التراث الوطني والإنساني، و الإسهام في تعزيز دور الجامعة في مجالات السياحة الثقافية المستدامة والحوار بين الثقافات، وإنجاز دراسات وتقارير تهدف إلى جرد وتصنيف التراث المادي واللامادي الذي تزخر به جهة فاس مكناس بشراكة مع مختبرات الجامعة حرصا على أهمية الدور الاساسي لشركائها على المستوى الجهوي والوطني والقاري والدولي. - خلق فريق العمل حول البيئة والتنمية المستديمة
ومن بين أهدافه تشجيع العمل العلمي و الاكاديمي الجاد حول قضايا البيئة و التنمية المستديمة في إطار فرق مختلطة مؤلفة من أساتذة باحثين و أطر جامعين وفرقاء معنيين. وبلورة وتنمية ثقافة المواطنة والمسؤولية البيئية والتنمية المستديمة في الوسط الجامعي. و خلق فضاء فكري مفتوح ومتعدد المشارب، للنقاش المثمر حول قضايا البيئة والتنمية المستديمة. و دعم المبادرات الفردية و الجماعية للتحسيس وإنجاز مشاريع ملموسة، تصب في صلب الموضوع. والعمل على تحقيق أهداف الجامعة الخضراء و الجامعة المواطنة.
• خلق إطار “أستاذ شرفي” بالجامعة
(Professeur honoraire)
قرر مجلس الجامعة خلق هذا الاطار، لتحفيز الأساتذة لمواصلة أدائهم التربوي و العلمي ودعم جهودهم في الابداع و التأطير بعد التقاعد، وذلك بالاعتراف بأدائهم المتميز الذي يخول لهم صفة “الاستاذ الشرفي”. وبهذا يمكنهم مواصلة استثمار مهاراتهم لفائدة الجامعة وطلبتها وإنجاز مشاريعهم العلمية والتربوية.
• خلق إطار “أستاذ فخري” بالجامعة (Professeur émérite )
ستخول صفة “الاستاذ الفخري” لأساتذة التعليم العالي من درجة “ج” المزاولين لمهامهم و المعترف لهم بالتميز العلمي و الاكاديمي ، وذلك تشجيعا لهم لمواصلة الانتاج والتأطير والانخراط في تنزيل استراتيجيات الجامعة في مجالات تخصصهم.
وإجمالا تعكس هذه القرارات الاولوية التي يحظى بها التميز والانفتاح وبلورة المهارات وخدمة المرتفقين الواردة ضمن الأسبقيات المبرمجة في مخطط تنمية الجامعة. كما أنها تعبر عن الوعي الجماعي بضرورة خدمة المجتمع والمحيط، بالموازاة مع الالتزامات الأكاديمية الداخلية للجامعة. ويتصدر الإدماج المهني للخريجين هذه الاسبقيات، التي تعرف، طبقا لما يفعل من قرارات، حركية إيجابية ستؤدي ولا ريب إلى الرفع من مردوديتها، وتحسين صورتها جهويا ووطنيا ودوليا.
عن مجلس جامعة سيدي محمد بن عبد الله .