كلما ولجت إحدى الإدارات أثار انتباهك أحد قاصديها متذمرا إما صارخا أو هامسا بين المنتظرين عن سوء التنظيم و المعاملة ، و بالمقابل تجد بعض الموظفين يبررون ذلك بقلة العنصر البشري بالإدارة و يشتكون من الأجْر الذي لا يناسب المجهود الذي يقومون به ، و تجد آخرين لهم مهمات بسيطة غير مبالين يلامسون شاشات هواتفهم أو مشغولين بأشياء أخرى يلقون نظرة استهجان بين الفينة و الأخرى حين يثيرهم الصراخ .
لكن المشكلة في الحقيقة تكمن في حساسية مفرطة و متأصلة بين المواطن و موظفي الإدارة ، و يزيد الطينة بلة في بعض الإدارات تأخر الموظفين صباحا و تعجلهم الرحيل بعد الزوال و ضغوط الحياة اليومية المادية منها و النفسية … ، و بالمقابل تجد في بعض الأحيان موظفا بشوشا يمتص غضب مواطن هائج الأعصاب بابتسامة و حسن معاملة و توضيح ما يلزمه من وثائق مصاحبة و إجراءات … ، فإلى متى سيظل الوضع على حاله و يعرف الجميع حقوقه و ما عليه من واجبات ، و نتعلم كيف نعامل بَعضنا البعض ؟ !
مواطن فاسي