لا يملك المواطن الفاسي إلا أن يشد على أيدي رجال الأمن لما يقومون به من مجهودات جبارة في مكافحة الجريمة ومحاربتها إذ تلقى على عاتقهم مسؤولية مجابهة المخاطر الداهمة بكل جلد وصلد وحذق.. مناسبة هذا الحديث ما نعاينه يوميا من حملات تمشيطية وما تسفر عنه من نتائج طيبة الإثمار والرائحة، فتوقيف مبحوث عنه سفاح هنا، وتفكيك عصابة خطيرة هناك، ومداهمة الأماكن المشبوهة وحجز الأسلحة البيضاء هنالك.. وبين هذا وذاك يعرض عناصر الأمن أنفسهم لكل المخاطر المحتملة: ساطور طويل أو سيف صقيل أو شفرة لامعة.. تصد اعتداءها جسوم صلبة محملة بالإيمان بواجبها المهني، وموسومة بدرجات عالية من الشجاعة والإقدام..
فهؤلاء الرجال تكاد تجدهم في كل مكان من حولك، فهم يتواجدون باستمرار ويغطون كل الشوارع والأحياء، يشتغلون بالليل والنهار، ميدانيا واستعلاميا.. حيث تسفر عملياتهم دوما عن إيقاف مشتبه به أو مجرم خطير.. والحصيلة أن العمليات الأمنية التي قامت بها ولاية أمن فاس عبر مختلف المصالح الأمنية التابعة لها في شهر رمضان المنصرم، أسفرت عن توقيف 1414 شخصا مشتبها في تورطهم في قضابا جنحية وجنائية، سواء تعلق الأمر بحالات التلبس أو بأشخاص صادرة في حقهم مذكرات بحث على الصعيد الوطني والمحلي..
ولعل اقتحام مداهمة ورشة تقليدية لصناعة السيوف وإلقاء القبض على صاحبها، الذي هو من ذوي السوابق العدلية.. وهو بصدد صناعة سيف من الحجم الكبير، والعثور بحوزته على سيوف أخرى مخبأبة بين متلاشيات الورشة، يدل على اليقظة الأمنية وحس الاستباق وميزة تكامل العمليات الأمنية بالعاصمة العلمية، ما بين الشق الوقائي والجزري، وكذا تعاضد مختلف المصالح الأمنية.. حيث رجال الأمن جنود مجندون تجدهم في كل ناحية على أهبة الاستعداد للتضحية بأنفسهم في سبيل القيام بواجبهم المهني وإرضاء ضميرهم الأخلاقي، وهو ما يسفر على نتائج طيبة يتلقاها المواطن بأريحية واستحسان..
الحالة الأمنية في فاس وإن كانت –بطبيعة الحال لا تتصف بالكمال-، فإنها تتسم بفضيلة التطور المتسارع من الحسن إلى الأحسن.. وكما يقول، أحد رجال الأمن المخلصين: ” لا حد للفضيلة ولا نهاية للكمال”.
والخلاصة أن الحال يرقى لدرجة مطمئنة، يشعر معها الفاسي بنوع من الارتياح النفسي والتحسن الملحوظ، بفضل التطعيمات التي تعرفها ولاية أمن فاس، النابعة من استراتيجية المديرية العامة للأمن الوطني التي تستند على الدمج بين المقاربة الزجرية والمقاربة الوقائية، وذلك من خلال تكثيف حضور الدوريات الأمنية بالشارع العام..
وهو ما يشعرمعه المواطن الفاسي، بالاطمئنان والراحة والحرية.. ولا يملك معه إلا أن يشد بحرارة على أيدي رجال الأمن ويشيد بمجهوداتهم، من باب الامتنان والاعتراف بالفضل..
بقلم :زهير اسليماني