أعاد الحادث الأليم الذي تعرض له عدد من رجال الشرطة بمدينة فاس، خلال قيامهم بالواجب المقدس في حماية الوطن و المواطنين، و ما أبانو عنه من نكران الذات والتضحية في أداء هذا الواجب، الحديث عن المخاطر التي تحدق بهذه الفئة من ابناء الشعب المغربي التي لا يتحدث أحدا عنها إلا في مناسبات سنوية.
فحارس الأمن الذي فقأت عينه و زميله مفتش شرطة ممتاز الذي بتر أحد أصابعه، و قبلهم عدد من الأبطال الذين أصيبوا أثناء تأدية الواجب،سيأتي بعدهم رجال و أبطال كثر، اختاروا الطريق الأصعب لخدمة الوطن و حفظ أمنه و استقراره، فمن يختار هذه المهمة المقدسة، الأكيد أنه على أتم الإستعداد كي يضع روحه على كفه، و ليس هناك أغلى من الروح لبدلها في سبيل الأرض و العرض.
فحب الوطن بالنسبة لهذه الفئة، ليس بالشعر أو النثر أو الشعارات، بل بالعمل والاجتهاد والاخلاص، والوطنية عندهم اكبر من شعار يتغنى به البعض، بل هي احساسا بالمسؤولية وعطاء لا ينضب معينه.
و مهما حاولنا التعبير عن تقديرنا و احترامنا لهذه الفئة من رجالات الوطن، و رغم الرعاية التي خصهم بها المدير العام للأمن الوطني، عبد اللطيف الحموشي، و التكريم الذي حظوا به من طرف زملائهم، إلا أنه ليس هناك احد يستطع أن يوفيهم حقهم سوى الله عز وجل، فهم في جهاد مقدس دائم، و أفضل وسام سيحملونه معهم غدا يوم يلقون ربهم، هو تلك الأثار الجروح المرسومة على أجسامهم، التي ستكون لهم بحول الله شفاعة و أجر كبير.
عن موقع : عبر