ما هكذا تورد الإبل …
يعتبر قطاع النقل بالمجال الحضري و الطاكسي الصغير بالخصوص من أهم الخدمات بالمدينة ، و عندنا هنا بفاس و إن حَضَرتَ عبر القطار ليلا ستضطر للتعامل مع سائقي السيارة الحمراء بطريقة تختلف تماما عن التي تعرفها عن القوانين المنظمة للقطاع إذ في العادة من حقك رفقة شخصين ركوب الطاكسي و مطالبته بالتوجه اتجاه أي نقطة شريطة ألا تكون خارج المدار الحضري ، لكن بعض ممتهني هذا القطاع و أقول البعض يغلقون أبواب سياراتهم و ينادون بصوت مرتفع بالوجهة التي يريدون قصدها على أن يكون الزبناء فرادى حتى يتسنى لهم تحصيل مبلغ مضاعف مقابل كل رحلة مع العلم أن هناك نِسوة وأطفال و عجزة و مرضى في حاجة ماسة للوصول لمقاصدهم في أقرب وقت ، و تتكرر معاناة الزبناء مع نفس سلوك بعض السائقين ( اشتراط الوجهة و العدد) كذلك في أوقات الذروة من الأحياء الهامشية صباحا اتجاه وسط المدينة و العكس مساءً من وسط المدينة اتجاه الأحياء المتواجدة على جنباتها حيث تُفتقد الطاكسي رغم وجود حوالي ثلاثة آلاف مأذونية نقل ، فيما يشتغل عدد كبير في خطوط محددة (بن دباب –فلورنس :و باب فتوح –عوينات الحجاج و الرصيف –ساحة المقومة) وغيرها من الخطوط المعروفة .
و لإن سألتَ عن سبب مثل هذه التصرفات لأجابك بعض السائقين : أن اشتراط الوِجهة و عدد الزبناء ليس من حق السائق و يتبرؤون ممن يقومون بهذا الفعل المسيء لمهنتهم ، فيما يعلله آخرون أن اشتراطات مُلّاك الطاكسي تُجبرهم على تحقيق مسافة كبيرة كل يوم قد تصل لحدود 300 كيلومتر كل 24 ساعة في ظل كساد يعيشه هذا القطاع جراء الكثرة و منهم من يؤدي مُسبقا مقابلا عن مسافة تُرْضِي المالك أَضِف لذلك مُتطلبات العيش الخاصة بهم وبعائلاتهم مع العلم أن بعضهم لا يشتغل إلا أياما قليلة من كل أسبوع ، فيما آخرون لا يزالون في انتظار إطلاق حملة الحصول على “رخصة الثقة” التي تُخول لهم الاشتغال بهذا القطاع العليل أصلا كما أصبح بعض العاجزين من المهنيين القُدامى لظروف صحية أو عدم إيجاد من يمنحهم فرص شغل نظرا لِتردي مَردودهم يضطرون لاستجداء مساعدات مادية من معارفهم في نقط المراقبة (البوانتاج) و المقاهي في غياب تغطية اجتماعية .
إن قطاع النقل يعتبر مشكلا من بين المشاكل التي تعاني منها الساكنة و كذلك زوار مدينة فاس خاصة أوقات الذِروة رغم انتشار ظاهرة النقل السري الغير قانوني و اقتحام الطاكسي الكبير للنقل داخل المدار الحضري وحافلات “سيتي باس” . كما يعرف القطاع اشتغال البعض بالطاكسي الأحمر دون و ثائق مهنية ” رخصة الثقة” مما يشكل خطرا على سلامة الأشخاص و ممتلكاتهم .
فيما يتذرع مُلاك الطاكسي و الذين لا علاقة لبعضهم بالقطاع سوى رؤوس الأموال التي فتحت لهم باب الاستثمار قاطعين الطريق بمزايداتهم في قيمة ما يسمى (الحلاوة) وهي عبارة عن مقابل يدفع عن سنوات الاستغلال للمأذونية على من أفنوا سنين عمرهم محافظين على أخلاقيات مهنة تستلزم أخلاق جد راقية .
بقلم : ابن المدينة