تعيش فنادق الشماعين، والسبيطريين، وبركة والسطاونيين، الواقعة في قلب مدينة فاس العتيقة، حياة جديدة، من خلال احتضانها أنشطة للصناعة التقليدية مهددة بالاندثار، وخدمات ثقافية وسياحية.
فقد خضعت هذه التحف المعمارية المغربية، التي يرجع تاريخها إلى القرنين 13 و14، لعمليات ترميم وتجديد وإعادة تأهيل، في إطار مشروع “الصناعة التقليدية والمدينة بفاس”، المنجز بشراكة بين الحكومة المغربية وبرنامج حساب تحدي الألفية (ميلينيوم شالانج كوربورايشن) في إطار برنامج (كومباكت1).
وحسب وكالة التنمية ورد الاعتبار لفاس، شرع الحرفيون الذين وقع عليهم الاختيار في مزاولة أنشطتهم في فندقي الشماعين والسبيطريين، كما هو الشأن بالنسبة للتعاونيات الحرفية النسائية المختارة لمزاولة أنشطة بفندق البركة. كما تمت إقامة معرض دوري لفائدة الصناع التقليديين لفترة محددة.
وأوضحت الوكالة، التي تنفذ مشروع “الصناعة التقليدية والمدينة بفاس”، أنه تم اختيار الحرفيين المزاولين لمهن متعددة منها صناعة الفخار، والجلد، والنجارة الزخرفية، وكذا التعاونيات النسائية، في إطار برنامج عمل لتثمين وتشغيل الفنادق الأربعة، تم إطلاقه منذ عدة أشهر من قبل لجنة مكونة من فاعلين محليين.
وشمل برنامج العمل هذا تحديد حرف الصناعة التقليدية التي ستحتضنها هذه الفنادق، وإطلاق دعوات بشأن الاهتمام باستغلال ورشات الإنتاج والبيع، وتلقي ملفات الترشح، ووضع لجنة للتقييم وإجراء مقابلات مع الحرفيين، واختيار الحرفيين المستفيدين الذين تستجيب ملفاتهم لمعايير الاختيار.
وعلاوة على ذلك، تحتضن هذه الفنادق معارض مفتوحة ليس فقط أمام حرفيي جهة فاس- مكناس، ولكن أيضا أمام حرفيي باقي جهات المملكة، بل وحتى بلدان أخرى.
وهكذا بات مفهوم الفنادق العتيقة بفاس لا ينحصر في النشاط الحرفي لوحده، بل أضحى يسمح بتعزيز قطاع الصناعة التقليدية من خلال مزاولة أنشطة ثقافية وسياحية.
و.م.ع