أصبح خط السكة الحديدية فاس-وجدة موضوعا للنقاش في الآونة الأخيرة بسبب سرعته البطيئة والإزعاج الذي يسببه للركاب. يربط هذا الخط السكة الحديد بين مدينتي فاس ووجدة في المغرب ويتم تشغيله حاليا باستخدام وقود الديزل. وصرح الوزير المكلف بالقطاع محمد أبو الجليل مؤخرا أن دراسة كهربة هذا الخط أظهرت عدم وجود جدوى اقتصادية في تنفيذ المشروع. لكن هذا التصريح أثار مزيدا من الجدل وتجدد المطالبات بكهربة خط السكة الحديد فاس-وجدة. في هذه المقالة، سوف نستكشف الأسباب الكامنة وراء الحاجة إلى الكهرباء والفوائد المحتملة التي يمكن أن تجلبها للمنطقة.
مسألة السرعة البطيئة
من بين المخاوف الرئيسية فيما يتعلق بخط السكة الحديد فاس-وجدة هو سرعته البطيئة. وتعمل القطارات على هذا الخط بسرعة أقل من 60 كم/ساعة، مما يطيل مدة السفر بين المدينتين بشكل كبير. ولا تؤدي هذه السرعة البطيئة إلى إزعاج الركاب فحسب، بل تعيق أيضًا جهود الدولة لتحديث وتطوير شبكة النقل بالسكك الحديدية. مع وجود مسافة حوالي 120 كلم بين فاس ووجدة، من الضروري معالجة هذه المشكلة وإيجاد حل يسمح بنقل أسرع وأكثر كفاءة.
أولوية السكك الحديدية عالية السرعة
وردا على مطالب كهربة خط السكة الحديد فاس-وجدة، أكد الوزير محمد عبد الجليل أن الأولوية الحالية هي مد خطوط السكك الحديدية فائقة السرعة. منها الخط من القنيطرة إلى مراكش مرورا بمطاري الرباط والدار البيضاء، وكذلك الخط من الدار البيضاء إلى أكادير. وأوضح الوزير أن هذا لا يعني استبعاد منطقة فاس من المشاريع المستقبلية. وأوضح أنه لم يزعم قط أن مشاريع السكك الحديدية في المنطقة مكلفة. وأشار بدلا من ذلك إلى دراسة كهربة خط فاس-وجدة، التي خلصت إلى عدم وجود جدوى اقتصادية في الوقت الحاضر.
دراسات جديدة وآفاق مستقبلية
ورغم الموقف الحالي بشأن كهربة خط السكة الحديدية فاس-وجدة، أشار الوزير إلى أنه تجري حاليا دراسات جديدة لإعادة تقييم الجدوى الاقتصادية للمشروع. وستأخذ هذه الدراسات في الاعتبار التأثير المحتمل لربط فاس بشبكة السكك الحديدية عالية السرعة، لأنه قد يؤدي إلى نتائج مختلفة. وشدد الوزير على أهمية مواكبة التطورات المكانية والاقتصادية والاجتماعية والخطط الاستراتيجية القطاعية. وأشار إلى الاستثمارات الكبيرة التي قام بها المكتب الوطني للسكك الحديدية خلال العقدين الماضيين، والتي بلغت حوالي 70 مليار درهم. وقد أدت هذه الاستثمارات إلى تطوير وتحديث قطاع السكك الحديدية في المغرب.
فوائد الكهرباء
من شأن كهربة خط السكة الحديد فاس-وجدة أن يعود بفوائد عديدة على المنطقة. أولا، من شأنه أن يحسن بشكل كبير سرعة وكفاءة السفر بالقطار، مما يقلل من وقت السفر بين فاس ووجدة. ومن شأن ذلك أن يعزز الاتصال ويسهل حركة الأشخاص والبضائع، مما يساهم في النمو الاقتصادي والتنمية. ثانيا، سيكون للكهرباء أيضا فوائد بيئية من خلال الحد من انبعاثات الكربون وتعزيز النقل المستدام. تعتبر القطارات الكهربائية أكثر كفاءة في استخدام الطاقة وتنتج ملوثات أقل مقارنة بالقطارات التي تعمل بالديزل. بالإضافة إلى ذلك، ستخلق الكهرباء فرص عمل في بناء وصيانة البنية التحتية الكهربائية، مما يعزز الاقتصاد المحلي.
عن موقع: فاس نيوز