متابعة محسن الأكرمين.
صفقتْ المدينة فرحة بخبر صعود النادي المكناسي للقسم الثاني احترافي. صفقنا بتثمين كل المجهودات التي كانت وراء صناعة تحقيق صعود هرمنا في انتظاره لمواسم متعددة (7س). اليوم تحقق الصعود باعتباره من صنف (الجهاد الأصغر)، فيما (الجهاد الأكبر) فيتمركز أولا في الإبقاء على شعلة الكوديم مستنيرة في القسم الاحترافي الثاني، ولما لا تحقيق القفزة النوعية نحو قسم الصفوة الأول.
نعم، لم ينته العمل بتحقيق الصعود وكفى، ثم الركون إلى الخلف وترك الفريق بلا تمويلات مؤسساتية، وانتظارية إلى غاية الصدمة المعيبة. اليوم، انتهت مواسم الهواة الثمانية، وباتت الكوديم في القسم الاحترافي، وهذا أصبح يتطلب تعبئة مضاعفة من الدعم المعنوي والمادي. فإذا كانت جميع مكونات المدينة قد تكتلت ضمن هدف واحد في نيل الصعود، فإن الكوديم اليوم في أمس الحاجة إلى الجميع، في البحث عن السبل الكفيلة بتحصين النادي أولا ضمن الفرق الخمسة الأولى من منافسات القسم الاحترافي الثاني، ولما لا الدفع بالفريق إلى نيل بطاقة الصعود.
خريطة أسماء الفرق المكونة للقسم الثاني الاحترافي قوية ومتمرسة، وذات إمكانات متوازنة ومتوازية. بطولة نتكهن بأنها ستكون (حامية)، وذات تنافسية احتكاكية بين فرق تعايشت فيما بينها بكل الأقسام. فرق تضم بين مكوناتها أطر تقنية متمرسة واحترافية، ولها خبرة قارة في منافسات القسم الاحترافي الثاني. فرق ذات مرجعية تاريخية واستدامة مالية مضبوطة. فرق مهيكلة وفق معايير ومتطلبات دفتر تحملات الجامعة الملكية لكرة القدم. فرق تضم بين مكوناتها الأساس بنية بشرية متكاملة، ولا تحتاج إلا لبعض (الرتوش) والهيكلة الطفيفة.
فيما الوافد الجديد على القسم الاحترافي الثاني غير الكوكب المراكشي، ونقصد لزاما الكوديم، فإن هنالك عمل كبير ينتظره الآن ولا يحتمل حتما الانتظار ولا التسويف. ينتظر الكوديم عمل ينطلق أولا من البحث عن الدعم المؤسساتي (الاستثنائي) الكفيل بضخ موارد مالية مستعجلة في خزينة الفريق (الفارغة) وغير المتوازنة، لكي ينطلق موسم البحث عن اللاعبين والأطر التقنية، وإجراء الهيكلة الداخلية (الاحترافية) اللازمة، والاستعداد المبكر بالتجريب.
الكوديم (اقَطْعَاتِ الوَادْ بالطْلٌوعْ ، ومَازال مَا نَشْفُوشْ رَجْلِيهَا)، هو المثل الذي يمثل الحقيقة حتى في صدمتها، فالغاية كانت ليس فقط في تحقيق الصعود في حد ذاته كطموح جماعي، بل الهدف كيف نحافظ عن هذا الصعود بالاستدامة والتطوير؟ كيف يمكن الانتقال من سياسة (جميع الفلوس للكوديم ) إلى رؤية إستراتيجية تراعي استدامة الدعم وتنويع مصادره، ونقل ميزانية النادي من (الإحسان)، إلى ميزانية تمثل الاستدامة والتعاقد، وتوفير السيولة المالية الكافية لبداية موسم رياضي وفق معايير الجودة والقوة للكوديم، لا موسم يبقى فيه (الفريق مجرور) ويبحث عن من يمد إليه يد العون والدعم.
لِنُعْلِنْ، أن زمن فرحة الصعود انتهى، وبدأ شق (المعقول) الجديد الذي يتطلب الحكامة الاحترافية، وتنويع المسؤوليات، وتوصيف خطوات الدعم (المالي) من الآن وليس غد. اليوم، يجب أن يفتح الحوار بالمدينة (السلطات الترابية، مكونات الجماعات المحلية بالعمالة، مكونات المستثمرين الاقتصاديين والمنعشين، مكونات المكتب المديري، مكونات الفاعلين السياسيين والمدني…) لأجل أولا تجديد رص الصفوف وراء النادي، وصناعة رؤية داعمة ومحصنة بتواريخ وأجندة معلومة واستباقية بالتنزيل. اليوم الفريق في حاجة إلى لاعبين (جدد)، في حاجة إلى فريق تقني (كبير) وطبي وعاملين باختلاف المهام. اليوم متطلبات الفريق زادت مع صنف الاحتراف، ومنها بالضبط تنبغي البداية قبل موعد افتتاح البطولة حينها يكون (الغرس البكري قد فات).
عن موقع: فاس نيوز