محسن الأكرمين/ متابعة للشأن المحلي بمدينة مكناس.
من بين المميزات السليمة بالاحتفالية، مجانية مُشاهدة عرض دورة فبراير لمجلس جماعة مكناس (الأبواب المفتوحة)، والشفافية التامة في البهدلة المتبادلة. مسرح سياسي بمكناس يحتاج بحق لدعم وزارة الشباب والثقافة والتواصل، فالفرجة على مستوى جلسة المستشارين كانت ممتعة بالمشاهدات والمتغيرات، وخلقت مَشاهِدَ متنوعة من التنمر، و(التشيار، ولحيس الكابة، وقليب الفيستا، ومجموعة الصمت البارزة….) عَلاشْ وكِيفاشْ !!. فرجة تزاوج بين لحظات من البكاء، وتأسي الرثاء على مآلات مدينة السلاطين. دورة فبراير سيجلها التاريخ من حيث أسوأ مجلس بتاريخ مدينة مكناس.
نشير بداية أني سأكتفي بملامسة فصول الدورة من حيث الفوضى العارمة التي أسست لمسرح الفرجة والحلقة (تبعوني يا وليداتي…). نشير بداية بمجموعة ملاحظات، باعتباري متفرج متفاعل، ومشاهد للعرض لإثراء النقاش النقدي، و أرفع أكف يدي للسماء بألا تتغير ملاحظاتي بعد أن اكتسبت جرعة مدعمة للنسيان والصمت.
جلسة (الأوامر العليا) هذا ما يشاع بالمدينة وأثناء الدورة !! جلسة تغيير المواقف، والتموضع السياسي بنسبة الدائرة الكلية (البارحة سحب الثقة واليوم لا)، جلسة انقسام فريق الرئيس (الأحرار) وطرد (صوري) لكراسي الفريق من تموضع القرب من الرئيس. من المسرحيات الكبرى الكل يتحدث عن حب المدينة، ولكن أقول من الحب ما قتل !! يُمارسون قتل التنمية في المدينة، يُمارسون (القيل والقال) وتصويب المدافع بكل الاتجاهات. يُمارسون الصمت والتقية وتكميم الأفواه، فالأوامر عليا، ولا بد أن تطبق بحروفها العددية، ولا بد للجلسة أن تمر بسلم وأمان، والتصويت برفع الأيدي.
جلسة (التلفة) والنفاق العام، جلسة لم تخرج بنتائج واضحة، غابت صقور حزب العدالة والتنمية (مكون النقد والمعقولية)،غابت (راديم RADEM) عن العرض البياني والإنارة المتردية، والحفير الذي لا ينتهي. ولكن، خير ما فعلت (RADEM)لأن ممثلها الإداري كان سيطالب المجلس بمستحقاتها المالية (الدين القديم والجديد). غاب (الطوبيس) عن المساءلة عن تلك (المدمرات الآلية) المتحركة باسم (الطوبيس). غابت (سيتي باص City Bus)، واشتد النقاش بالنقد، وكشف مستوى تردي أسطول الحافلات، انتهى اللغو ولم يقدر المجلس أن يقرر إرسال رسالة ملاحظ للشركة، وتنبيهها عن غيابها عن المساءلة التوضيحية. لم يستطع المجلس إصدار توصية بمراجعة العقدة (العَمَاشْ ولاَ بَلاَشْ). ومن المستملحات، ففي كل موسم ستجلب الشركة (كُمْشَة) من (الطوبيسات) المستعملة والجديدة و(تدير بها برنامج لالة العروسة) و(تدور بها في المِيدَة بالمدينة) مع التصفيقات والإعجاب، والمتابعة الصحافية. لم يقدر المجلس مطالبة الشركة بأن يكون ترقيم الحافلات (ب 20) لمحاربة سياسة (حَكْرَةُ) مدينة حتى في علامة ترقيمها الوطني.
حضرت الخلافات، والولاءات، و(قليب) المواقف، لأول مرة أُعرفُ السياسة (ممارسة النفاق والتَنُوفِيقْ). غابت مكناس بالتمام والكمال عن التفكير والتخطيط وبرنامجها بقي غائبا، ومسودته الأولى من النوع البدائي في الإخراج والتخطيط (معا نستطيع إنجاز الكثير) !! فحتى عرض تثمين المدينة العتيقة لمكناس، كان باهتا، ويحمل علامات التكرار، وكأن البرنامج (لا يمسه الاختلال لا من اليمين ولا من الشمال).
نعم، تغيب المسؤوليات تجاه المدينة، وتحضر الأنانية (كلفة ضريبة المدينة) والنفاق السياسي. قال مواطن ملاحظة صغيرة دالة: “اقتنعت بلعبة (شد الحبل) بأنه لصالح تنمية مكناس، لكن اليوم تيقنت أن هذا المجلس متحور مثل وباء (كورونا) فهو لا يمثلني بتاتا، رغم أن أديت واجبي الدستوري في صندوق الانتخاب !! إنه بحق أسوأ قرار صادر من مواطن بسيط، فسحب (ثقته من مجلس جماعة مكناس) ليس صوريا، بل بالأكيد (إسقاط تمثيليته).
صَوَّتَ الجمع، وثار البعض، وانتفض الكلام، وتصالحت البقية، وانفض الاجتماع بنفض المشاكل الذاتية والخلافية (المجانية)، وتبقى المدينة بألف قُبْلة وَدَاع. انتهت المسرحية وانسحب الممثلون (الشداد) قبل نهاية الدورة، وصفق ما تبقى من الحضور على مُخرج مسرحية (ليلة العشاء في البيت العامر)، وحمد الكاتب الله على نجاح مسرحية دورة فبراير.
عن موقع: فاس نيوز