شهدت القاعة الكبرى لجماعة فاس يومه الأحد 13 نونبر على تمام الساعة الثالثة بعد الزوال، انعقاد اللقاء التواصلي المنظم من طرف المكتب المحلي لنقابة الاتحاد العام للشغالين بفاس، و الذي أطر مجرياته الكاتب العام للنقابة النعم ميارة، تحت عنوان عنوان مستجدات الحوار الاجتماعي.
و في كلمة افتتاحية للكاتب الإقليمي إدريس أبلهاض، أعقبت تلاوة آيات من الذكر الحكيم، و عزف النشيد الوطني و نشيد حزب الاستقلال و نشيد النقابة، رحب فيها بالحاضرين، و نوه في نفس السياق إلى أن العمل النقابي بفاس في عهد المكتب المحلي للاتحاد العام للشغالين في السكة الصحيحة، بل و أضحى يتبوأ الصدارة بفضل الثقة و العمل الجاد المتبادل و النتائج الملموسة لكل القطاعات المنضوية تحت لواءه، و بفضل أيضا كافة الشركاء على رأسهم نساء و رجال الإعلام ….
اللقاء الذي شهد حضورا منقطع النظير، شكل حدثا سياسيا و نقابيا ضخما، و هو ما يؤكده حضور كل المكاتب النقابية بمنخرطيها، و كذا عدد من البرلمانيين و المنتخبين و المناضلين من مختلف الأحزاب و المجالس المنتخبة.
و بالعودة إلى مجريات اللقاء التواصلي و الذي أشرف على تنظيمه الكاتب العام النعم ميارة، استهله بالحديث عن الوضعية المزرية التي يعيشها القطاع الاجتماعي بالمغرب، مؤكدا على ضرورة الزيادة في الأجور في أسرع وقت و هو ما يفرض التزام من الحكومة بحسب وصفه، كما و تساؤل عن الكيفية التي تتبع فيها القضايا لدى القضاء، و التي تمتد إلى السنتين في معظم الأحوال لتنتهي بالحصول على تعويض هزيل، ما يفرض مأسسة قضاء مختص في قضايا الشغل.
كما و أشار في نفس السياق، إلى المشاكل المرتبطة بقطاع الجماعات و ما يلزمه من إعادة النظر، و بخاصة في ما يتعلق بالانتقالات بين المدن، ما يحتم تفعيل الجهوية بشكل مستعجل في الوظيفة الجهوية صونا لكرامة العاملين بالقطاع.
و بحسب نفس المتحدث، نوه إلى أن الاستقرار و السلم الاجتماعي هو محفز للاستثمار، و لا ينبغي اتهام العمل النقابي بإثارة الفوضى، بل ينبغي الترويج الى كوننا نقابة مساهمة، و علينا على أن لا نخوف الناس من الاستثمار بفاس ، لأن عدد الناس الذين يخرجون للتقاعد انخفض و كذلك عدد فرص الشغل و هو ما يتطلب النهوض بالقطاع الخاص، كون فاس و على مدى عشرون سنة لم يتحقق فيها استثمار حقيقي، و رأسمالها الحقيقي هو العنصر البشري المقرون بالعمل النقابي في اطار الالتزامات المفروضة.
كما و أردف قائلا، على أن الجميع يتحتم عليه الرفع من الأداء النقابي تكريسا للنقابة المحاورة و المناضلة، مشيرا إلى أنه و مند ثلاثين سنة، لم يصله أي ملف يسيئ لأعضاء النقابة بالمغرب عامة على امتداد اثنان و ثمانون مكتب اقليمي.
و بالعودة إلى الوضعية الاقتصادية بالمغرب، طالب من الجميع العمل في مجموعة من الملفات منها التشريع، و الذي لم يعد يساير متطلبات العصر، فالاتحاد العام للشغالين بحسب وصفه، دعاة سلم و هو ما لا ينبغي أن يكون على حساب ثقة الناس الدين وضعوا ثقتهم في النقابة، إد لولا الأجير لما كانت هناك مجموعة من المؤسسات المنتخبة، و اليوم الجميع امام مؤشرات اقتصادية لا تبشر بالخير، و تمسك المناضلين داخل الاتحاد هو السبيل الحقيقي لتجاوز ما يشهده المغرب جراء التحولات الداخلية و الخارجية بالإضافة الى التقلبات المناخية، و هناك كدلك مشكلة الاحتكار، و هو ما يفرض تفعيل الوطنية لدى الغيورين لتبسيط العيش على المغاربة.
و بحسب نفس المتحدث، فإن الاتحاد العام للشغالين بالمغرب لو كان نقابة سوقية تتاجر في الملفات، لما كان مدرسة مستمرة منذ ستينات القرن الماضي، فالاتحاد دعاة سلم و لا ينبغي لهدا السلم ان يكون على حساب الطبقات الهشة.
و في معرض حديثه عن قانون التقاعد و ما يطرحه في شرط السبعة و ستون سنة، أكد على أنه لا يمكن القبول بهذا الشرط ، و هو ما يفرض وضع الحل بالإدماج بين صناديق التقاعد، مشيرا في نفس السياق الى غياب المساوات في التقاعد، و تحسن تعويضات القطاع الخاص بالمقارنة مع تعويضات القطاع العام، كما و أشار إلى أن الحلول الترقيعية ليست في مصلحة الطبقة الشغيلة و لا الحكومة المغربية، و أن الحل الجذري هو توحيد صناديق التقاعد.
و بالحديث عن حق الإضراب، أشار المتحدث إلى أن قانون الإضراب بصيغته الحالية أضحى متجاوزا و هو ما سننكب في العمل عليه مع اللجان الساهرة على صياغته في حلته الجديدة التي نأمل أن تعتمد على الواقعية، موجها الدعوة للحكومة بمراقبة الدعم المالي الموجه للنقابات و ترشيده و بلورته وفق مبدأ الحكامة و القيمة المضافة. كون الأولوية عند الاتحاد العام هو النقابات، و على الحكومة ان تضعه في عين الاعتبار إذ لا يمكن ان تكون النقابات الاكثر تمثيلا ليست متساوية.
و بالعودة إلى الحديث عن فاس، أشار المتحدث إلى أنه ينبغي ان يقوم اهل فاس في شخص مجلسها الجماعي و المجالس المنتخبة و برلمانييها بإعادة الاعتبار لفاس، كما دعا الحكومة إلى ضرورة الاعتناء بفاس على غرار جل المدن، و الظرفية الصعبة التي يواجهها المواطنون تفرض الالتصاق بهم و التعايش مع قضاياهم، فالمغربي يتعكر مزاجه عندما تمس كرامته، فعلى الاقل صون الكرامة للمواطن عن طريق فك التضييق عن كل الحريات النقابية بحسب وصفه.
و في الختام، نوه الكاتب العام للاتحاد العام للشغالين النعم ميارة، إلى أن ما يتحتم الانكباب عليه هو عدم الانصياع مع الناس الدين لا تعرف أجنداتهم، كون نسبة المديونية تتجاوز الناتج الوطني الخام، ما يفرض الصبر و العمل في جو ديموقراطي مسؤول تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك حفظه الله بناءا على الدين الاسلامي و الملكية و التعددية… ، و هو ما يتأكد يوم بعد يوم و هو ما يحسدنا عليه العديد من الناس، مجددا في نفس السياق التجند وراء جلالة الملك من أجل الوحدة الترابية، و المصالح العليا للمملكة و كدلك للإشاعات التي تطلق على المغرب، و أن القيمة الحقيقية للوطن هو المغربيات و المغاربة، و هدا الرأسمال البشري هو ما يفرض على الحكومة الاهتمام به، و في كلمة ختامية للمناضلين جاء فيها : ” و مادمتم تختارون هاته القيادة فنحن معكم و رهن اشارتكم و عاش الاتحاد العام للشغالين” .
بقلم: عبد الله الشرقاوي
عن موقع: فاس نيوز