متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
غير ما مرة اشتكى مجموعة من الفاعلين والمتتبعين المدنيين للشأن التاريخي وتثمين المدينة العتيقة لمكناس من غياب المعلومة الصادقة والوفية بالثقة. غير ما مرة تم طلب لقاءات (المنتدى المدني لدعم ومواكبة برامج تثمين وتأهيل مدينة مكناس) مع القيمين والمسؤولين عن المشروع لأجل حلحلة مجموعة من الملاحظات، والدفع بعمليات التثمين قُدُما بالدعم والمواكبة، ولم يجد الأمر جلسات صاغية !! غير ما مرة أصدر المنتدى المدني لدعم ومواكبة برامج تثمين وتأهيل مدينة مكناس توصيات ملتقيات وندوات علمية وتاريخية، وبقيت تلك الخلاصات دون مراعاة لقيمتها العلمية ولا الترافعية، ومهمشة عند (صاحب المشروع المنتدب).
نعم، من الملاحظات التي تستوجب التوقف بالتقييم، حالة تقدم الأشغال التي تفوق 30% ، ونحن أمامنا سنة ونصف (لكي نوصلوا المبتغى، وإكمال المشروع في الشق التقني والشق الكمي) !! عمر مشروع تثمين المدينة العتيقة لمكناس تخطى مرحلة الحبو والفطام (22أكتوبر 2018 التوقيع/ 2019 انطلاق تنفيذ الأشغال) وهو لازال لم يحقق حتى نسبة مريحة من الإنجاز تصل 50% ، فهل سيصبح البرنامج يسير بالسرعة الطريق السيار ويرفع من حجم التعبئة، ووثيرة الأشغال؟ هي أجوبة علامات استفهام عالقة من مسارات الثمين والتأهيل وإعادة التوظيف. هي غياب المكاشفة والشفافية التامة عن إنجاز وإنجاح البرنامج بكل أريحية.هو غياب التواصل الفعال من (صاحب المشروع المنتدب) مع المهتمين بشأن تثمين التراث المادي واللامادي بالمدينة، ولما حتى ترافعهم عن المعلومة الصادقة وخلق الثقة المتوازية.
قد لا نستبعد مجموعة من الاكراهات اللاحقة بإنجاز البرنامج في شموليته، قد لا نستبعد (التفريشة التقنية !! ولا التفريشة التاريخية !! ولاالتفريشة القانونية !!). قد لا نستبعد تلك الحيثيات المستجدة، وبزيادة الضغط على (صاحب المشروع المنتدب) بمشاكل عالقة ومحدثة. ولكنا نقول: أن التخطيط الزمني والأدائي يجب أن يكون بالمواصفات التي وقعت أمام الملك محمد السادس المؤيد بنصر الله. نقول: أن برنامج تثمين المدينة العتيقة لمكناس برنامج ملكي بامتياز العطف على مدينة جده الأعظم المولى إسماعيل، فلا مجال لتسويف الانجازات، ولا مجال لأي تأخير غير مبرر، ولا مجال لأي مناورة لجدولة التواريخ، فالمدينة تنظر بعين الأفق في برامج تكميلية مولوية لإتمام (مكناس مدينة الممكن).
قد تكون تلك التوقفات غير المنتظرة في زمن الحجر الصحي (كوفيد 19) من بين عمليات تخفيض نسبة التحقق والانجاز. قد تكون تلك الشركات التي أخفقت في تتبع الانجاز وانسحبت (باب الخميس). قد تكون السيولة المالية للشركاء لم تحول في وقتها المضبوط (مجلس جماعة مكناس) !! نعم، هي معيقات ذات تأثير وأثر على عليات التثمين والتأهيل، لكنا نلاحظ كمتابعين قلة العمال في الأوراش المفتوحة، نلاحظ البطء في الانجاز، نلاحظ توقف الأشغال في مجموعة من المواقع (صهريج سواني)، نلاحظ وبالضبط غياب المعلومة الوفية والصادقة والثقة في مكونات المجتمع المدني. فحين تسأل (صاحب المشروع المنتدب) عن بعض الملحقات المستجدة يكون الجواب (السر المهني !!!). في زمن الشفافية، هل يبقى السر المهني محصنا في انسحاب مقاولة من باب الخميس؟ في زمن المكاشفة هل تبقى نسبة الإنجاز غائبة عن متتبعي شأن التثمين بالمدينة؟
حقيقة عادلة عاينتها، في خرجات للتتبع وقياس الأداء قام بها السيد عامل عمالة مكناس لمجموعة من مواقع التثمين والتأهيل. زيارات كانت بالمفاجأة والوقوف عند حيثيات تدبير الأوراش المفتوحة. زيارات وقفت على عدة مشاكل لاحقة، وتم إيجاد صيغ حلول قانونية وتقنية واجتماعية لها، بالحلول السريعة.
المعلومة الصادقة من حق الجميع بالشفافية، وهذا ما يُغْني القيمين والجهات المتدخلة (وكالة التنمية ورد الاعتبار لمدينة فاس/ صاحب المشروع المنتدب) من المساءلة والمحاسبة عن وضعيات الإنجاز والتحقق. وفي نفس الوقت، لن نبخس الجهات المتدخلة تلك المجهودات الذاتية والعملية والتقنية والتاريخية. لن نحملهم ما لا طاقة لهم به من عدة إكراهات غير متوقعة، ولكن المسؤوليات تُحتم عليهم نهج المقاربة التشاركية مع المجتمع المدني المختص والتواصل الفعال التفاعلي. تُحتم عليهم رد الاعتبار للنسيج العمراني التاريخي بجودة وبجمالية (باب القزدير/ باب التيزيمي الصغير/ أبراج السور المؤدي لباب كبيش… نماذج الجودة). تحتم عليهم حماية الوظائف الاجتماعية والاقتصادية والتجارية (تجار المدينة العتيقة) والتي كانت المدينة العتيقة لمكناس تؤديها، والعمل على إعادة استعادتها بالتوظيف الأمثل فندق النجارين /قيسارية الحرير…).
عن موقع: فاس نيوز