لا يزال صدى الخطاب الأخير الذي ألقاه جلالة الملك محمد السادس ، في 20 غشت 2022، بمناسبة الذكرى 69 لثورة الملك والشعب ، ينبض بقوة خارج الإطار السياسي، ويخاطب ضمائر العالم الحية حول مغربية الصحراء التي لا تقبل الجدل.
تواصل بلادنا الغالية مسيرتها الدؤوبة التي لا تتزعزع نحو أفق واحد، قوي بأدلته وبكل الإنجازات التي تثبت صحتها ، حتى تتجلى سيادتها (بلادنا) على الصحراء حتى في عيون أولئك الذين يتآمرون ويخططون اليوم وفق تخيلاتهم وكذلك وفق احقادهم.
العديد من الدول ، وليست بالقليلة، مقتنعة بالشرعية المطلقة لقضيتنا ، لم تخفِ دعمها الواضح لمبادرة الحكم الذاتي باعتبارها السبيل الوحيد لتسوية نهائية لنزاع مفتعل ، وهذا بفضل بصيرة جلالة الملك نصره الله. لقد قررت الولايات المتحدة ، من مركزها كقوة عالمية أولى، بروح وبضمير، الإقرار لصالح المغرب، وهو الجهة التي تملك كل الحق. لذلك، وكتحصيل حاصل، يجب أن تتوقف بعض البلدان التي تجعل من التلون “الحربائية” والإنتهازية تكتيكًا سياسيًا، على أمل جني الثمار بأي ثمن. إن جلالة الملك ، في خطابه وبنبرة لائقة وحازمة ، يؤكد أن المغرب سوف يعترف بحلفائه الحقيقيين على ضوء موقفهم الواضح الذي يتم تحديده بعيدًا عن الغموض الذي هو أشبه بالخدعة السياسية، التي لن تخدع بعدُ أحدا ، حتى من بين أكثر المخدوعين.
كما أن الخطاب الملكي بوَّأ مكانة فخر للمغاربة في جميع أنحاء العالم، الذين يساهمون بعدة طرق في الدفاع عن وحدة أراضي بلادهم.
هؤلاء الممثلون والسفراء من الدرجة الأولى يستحقون مصيرًا أفضل. ومن هنا تأتي الحاجة إلى مراجعة الإطار التشريعي والسياسات العامة والإجراءات الإدارية، لتسخير الإمكانات الهائلة لصالح هذه الفئة من المغاربة التي تتميز بالوطنية الواضحة، من أجل ضمان تطور جديد لبلدنا. فمن الضروري تنفيذ آلية من شأنها أن تضمن الإستخدام الأمثل والدعم الدؤوب للمهارات، لدعم مبادرات ومشاريع المغاربة المقيمين بالخارج.
إن الدعم الحقيقي والظروف المواتية سوف يشجعان الإستثمار، وبالتالي يعززان عملية التنمية التي يلتزم بها بلدنا بشكل جيد وحقيقي.
عوين المصطفى
جامعة سيدي محمد بن عبد الله فاس
عن موقع: فاس نيوز