مع حلول العطلة المدرسية وموسم المخيمات الصيفية، كثير من الآباء والأمهات يتساءلون متى يمكن أن نرسل أبنائنا إلى المخيم وكيف؟، وماذا يمكنهم أن يستفيدوا من تلك المخيمات، وكيف هي الحياة اليومية هناك؟. وتفاديا للقيل والقال وضرب تجارب بتجارب، نقول لهم بصفتنا مدير مخيمات ممارس لما يقارب ثلاثة عقود من الزمن، أن المخيم يعد بحق مؤسسة تربوية ترفيهية رائدة في التنشئة الاجتماعية والتربية على قيم المواطنة والعيش المشترك والسلوك المدني المتحضر، وبطرق بيداغوجية محببة إلى الأطفال طالما افتقدت إليها الأسرة والمدرسة حتى، لذا فهو أفضل ما يرسل إليه الأبناء لتجزئة جزء من عطلتهم الصيفية و وقتهم الثالث حتى يكون لهم لا عليهم؟.
الحياة اليومية في المخيم حياة شاملة متكاملة تأخذ بعين الاعتبار في برامجها وأنشطتها الفئة العمرية المستهدفة التي هي الأطفال، مراحل نموهم وقدراتهم.. حاجياتهم النفسية والجسدية.. انتظاراتهم المعرفية وقيمهم السلوكية .. مهاراتهم الإبداعية.. الفنية والرياضية والمعلوماتية.. وكل هذا بأسلوب حواري تشاركي بين الأطفال الصغار ومؤطريهم الراشدين، الذين بخبرتهم وتجربتهم وتكوينهم المتخصص يحولون كل شيء إلى منظومة تربوية ترفيهية ماتعة ومتكاملة تحظي بالحيوية والحماسة والنشاط عند الجميع، بدء من الخيمة بيت الأطفال الذين يحرصون على ترتيبها ونظافتها .. إلى ساحة المخيم وما تحظى به من مصالح جماعية تزيينية وجمالية.. إلى قاعة الأكل وما تحتضنه من وجبات غذائية و ورشات تعليمية.. مسابقات وأمسيات.. يساهم الجميع في الاعداد لها ونجاحها والاستمتاع بها؟.
فأرسل أخي/أختي.. ابنك/ابنتك إلى المخيم .. عزيزي الأب الفاضل/ الأم الفاضلة:
- إذا أحسست فيه ببعض الظواهر:
- الخجل والانطواء.. أو.. الحركية والاندفاع.
- ليست له مواهب.. أو.. لديه مواهب ينبغي صقلها.
- ليست له صداقات.. أو.. تريده استبدالها بصداقات جديدة.
- ليست له أناشيد وألعاب ولا كثير مما يتعايش به مع الآخرين.
- ليست له أدعية وآداب يرددها في مختلف المواقف والأحوال.
- إذا أحسست أنه في حاجة إلى:
- ارتواء عاطفي إنساني يقدر شخصه ويحترمه.
- إعمال التوازن بين ثقافة الحقوق والواجبات.
- غرس قيم الإيجابية البناءة عبادة ومعاملات.
- تلبية حاجياته الحركية والترفيهية في جو ممتع صحي وآمن.
- مساعدته على محاربة الإدمان الإلكتروني وكثرة الخمول.
- التعرف على مآثر بلاده وتاريخها والاستمتاع والاحتفاء بها.
- إذا أردت تحفيزه على:
- الوفاء بوعده لك على الاجتهاد في دراسته.
- الوفاء بوعده لك تعديل سلوك سيء بآخر إيجابي.
- الثقة في ما يأخذه عن أسرته مقارنة بما عند الآخرين.
- تعزيز بعض استقلاله عن الأسرة واعتماده على نفسه.
- انفتاحه على تعلم مهارات الحياة والتربيات المعاصرة
(تربية صحية.. طرقية.. جنسية.. بيئية.. معلوماتية..).
- إذا أردت له ولها شخصية:
- شخصية متزنة لا مضطربة.
- واثقة من نفسها من منطلق تصورها وتصرفها.
- مفتخرة بدينها ممارسة له.. معتزة بوطنها مدافعة عنه.
- محبة لأسرتها ومدرستها.. تشعر بالانتماء إليها وتؤدي واجبها.
- مندمجة في الحياة الجماعية.. لا مظاهر رهاب ولا جذور إرهاب.
- لها القدرة على التحليل وحل المشكلات.. واتخـــــــاذ أحسن القرارات.
- وأخيرا:
- إذا كان سنه (ها) ما بين 7 إلى 14 سنة.
- إذا شرف على تجاوز 14 سنة ولم يحظى بتجربة تخييمية بعد.
- وخير سنوات التخييم ما كان بين 10 – 12 سنة أو 9 – 13 سنة.
- إذا عزمت جمعيته أو مؤسسته أو أبناء أقاربه الذهاب إلى المخيم.
- إذا عزمت رفقته في الحي الذهاب إلى المخيم أو كان هو قائدها في تحريضهم على ذلك.
إشكالات تربوية واجتماعية متعددة ومعقدة، كل واحدة منها تستحق معالجتها تنظيم مخيمات ومخيمات، فما بالك وكلها وغيرها كثير مما يعاني منه الأطفال ويعرقل نموهم السليم ويهدد مستقبلهم ومستقبل هذه الأمة، كلها مواضيع اشتغال الجمعيات في المخيمات، أفلا يكون حقا على الأسرة والمدرسة والإعلام مساعدتها وهي تساعدهم، المدرسة بالمحافظة على مكتسبات الأطفال من المخيمات، الإعلام بحماية هذه القيم في صفوف الناشئة وعدم إفسادها بأضدادها، والأسرة كذلك بالمحافظة عليها فهمها وإعمالها، وقبل ذلك بإرسال أبنائها لاكتسابها والتدرب عليها، فأرسلوا أبنائكم إلى الدورات التربوية والترفيه.. أرسلوا أبنائكم إلى المخيمات الصيفية؟. والله الموفق.
بقلم : الحبيب عكي لفاس نيوز ميديا
الموضوع القادم: مع من ترسل ابنك إلى المخيم الصيفي؟
المصدر : فاس نيوز ميديا