بعد تجاوزه بمدة غير قصيرة السن القانوني، أحيل والي أمن فاس السيد عبد الإله السعيد على التقاعد، بعد مشوار طويل ومشرف جدا سواء داخل جهاز الشرطة المغربية، حيث تدرج في عدة مناصب ومهام، أو كوال للأمن بولاية أمن فاس.
فمنذ أن عينت المديرية العامة للأمن الوطني، يوم الجمعة 15 يوليوز 2016، عبد الإله السعيد واليا جديدا على رأس ولاية أمن فاس، خلفا لنور الدين السنوسي الذي أعفي من هذه المهمة قبل ثلاثة أشهر من ذلك، كان الوالي الجديد (آنذاك) لأمن فاس يشغل منصب رئيس الشرطة القضائية الولائية لمدينة الدار البيضاء الكبرى، وقبلها كان يتقلد منصب رئيس الشرطة القضائية لتازة، كما شغل منصب رئيس بالنيابة للأمن الجهوي لتازة لفترات متقطعة، فمنذ تعيينه على رأس ولاية أمن فاس، والسيد عبد الإله لم يدخر جهدا، ليس فقط من مركز القيادة، بل أيضا ميدانيا برفقة الفرق الأمنية العاملة تحت إمرته، لم يدخر جهدا كي يشعر المواطن الفاسي بالأمن والأمان، وعمل بجهد وبإصرار على محاربة كل أشكال الجريمة، بل وتجفيفها من منابعها، ما أعاد لفاس سمعتها الطيبة التي كانت قد فقدتها في عهد بعض من ولاة الأمن الذين سبقوه إليها، ثم و الأهم أيضا، أكسبه ليس فقط احترام الساكنة وتقديرها لشخصه ولصفة الهيئة التي يمثلها، بل أيضا ود إن لم نقل حب الساكنة بشكل عام. كيف لا وقد عرف عن السي ‘عبد الإله’ بشاشته وقربه من المرتفقين، وحسن إصغائه لشكاواهم، بما يضمن الحقوق لأصحابها، ويقطع الطريق على من قد يتبادر إلى ذهنه التلاعب بالقانون أو تحويره لخدمة الأشخاص بدل عموم المواطنين.
تبقى الإشارة إلى أن تعيين السيد عبد الإله السعيد على رأس ولاية أمن فاس شهر يوليوز من عام 2016، جاء بعد خروج العديد من ساكنة مدينة فاس للمطالبة بالأمن، ليتمكن في ظرف وجيز من إعادة استباب الأمن بفاس، الأمر الذي أدى إلى انخفاض مؤشر الجريمة بالمدينة في وقت وجيز، ما يشكل مرجعا في العمل الجاد والأمن والأمان على صعيد الجهة.
نرجو أن يكون السيد ‘محمد أوعلى أوحتيت’ والي الأمن الجديد، خير خلف لخير سلف، وأن يواصل ما بدأه السيد عبد الإله السعيد الذي كان السيد ‘عبد اللطيف حموشي’ المدير العام للأمن الوطني قد أبقاه في منصبه منذ مدة، بالرغم من بلوغه سن التقاعد نظرا لعمله الجاد والدؤوب ولشخصيته القوية والبشوش في آن واحد، لصرامته مع مظاهر الجريمة ولليونة جانبه حين يتعلق الأمر بشكاوى المواطنين.
عن موقع: فاس نيوز