لا يمكن أن نجادل من قال : أن سياسة التفاهة أفيون الشعوب. لا يمكن أن ننكر أن التخدير السياسي يجيء في أعلى المراتب، ويفوق علوا تخدير (العشبة) الخضراء(الكيف). لا يمكن أن نقول : بأن آلة (السبسي) من صنع المعارضة المناوئة، بل نقول بأنها ماركة مسجلة(صنع بالمغرب).
خرجت الدولة من نفق زراعة (الكيف) التهريبي إلى متسع التقنين، والتسويق الطبي. لكن يبقى (الكيف) من مستملحات الاستهلاك اليومي لبعض المغاربة، وبنشوة متزايدة الطلب، ويكثر تناوله في مناطق معلومة بالإنتاج والزراعة. اليوم لن نتحدث عن أضرار (عشبة الكيف) الجسدية، ولا عن مخلفاته الاجتماعية والنفسية، بل سنتحدث عن (الكيف والسبسي) في ملعب سياسة التنويم، والتي تزيد المشهد السياسي سوء.
قال صديقي: (آلة السبسي) أنواع،ومقاييس متعددة. وما بعد انتخابات شعارات التغيير، نستهلك نكهة سياسة من (كيف السبسي) الأكثر قصرا في تاريخ المغرب. نعيش دخان سفسطة الشعبوية التي نالت من المغاربة حد الإنهاك النفسي. نستهلك نوعية من سياسة (الكيف المسوس غير المدرح بطابا)، و نرتشف آخر (تلصيقة) سياسية تعادل الإصلاح والثقة.
بين تدخين الكيف (الغيلون)، ورياضة (الكولف) البورجوازية تقارب حين يُلْقي المدخن من (الشقف) ما حرق به من (الكيف) بطريقة النفخ، وحركة اليد الحرفية. يلعب الأول في العشب الطبيعي المنعش للرؤية، والثاني مع العشبة (اليابسة) المنتشية بذاكرة الانسحاب الاجتماعي. لكن الفرق الكبير، أن (مول السبسي) يجلس في زاوية منغلقة، يتأمل الوضعيات المجحفة، والكرامة المتدنية. بينما الثاني سياسي الإلهاء والكولف، فهو يلعب في مساحة (مغرب أجمل البلدان)، ويخطط للهوامش المقصية (كَيْفَ يَزْرَعُ فيهم أمل حلم التنويم، المرفق بدخان (سبسي) السياسة التمويهية.
الآن، يبدو أن العشبة الخضراء، قد باتت قانونية في الزراعة المحدودة، وفي التوظيف الطبي. الآن، يبدو أن التسويف السياسي، و(التحنقيز) في التراشق بالمصطلحات ذات الدلالة الرديئة، قد أفسد سماع المغاربة بالتلوث، وباتت التفاهة تُغذي الرصيد السياسي الوطني المتهالك بالزيادة. اليوم، هو مغرب الكفاءات، الذي يسوق أن سياسية (التصنطيح) لن تفارق موضعها (التالف). هو مغرب (الرفاه للجميع) في أقساط تلك الزيادات غير المنتهية، وترك المواطن البسيط يعاني قسوة العيش، ويستهلك مكيفات (سبسي) الفقر الاقتصادي، والعجز الاجتماعي. غدا، مغرب تحريك الطاقات واستعادة الثقة في الدولة (شي عايش وشي مشبط في كار التنمية). مستقبلا، مغرب وتيرة التقدم (الحلم)، الذي لم ينفك في ظل الأزمة العالمية من تكريس الفوارق الاجتماعية، وتوفير رصيد بشري أكثر من الهشاشة النووية.
بين أوراق السياسي في التخطيط، وبرامج التنمية المندمجة، تبقى المعادلة غير منصفة. في حين يعيش (السباسية) مع ورقة (عشبة الكيف) بطريقة (التقصيص) و(التدريحة بطابا) الحارة. بين تموجات دخان (كيف السبسي) يتم العمل على تقوية الفقر والإقصاء. بين أوراق السياسي في الهندسة الاجتماعية، وتفعيل الاستراتيجيات الوطنية الكبرى، يبقى التشخيص الاجتماعي الترابي يرتهن ضمن أزمة المؤشرات المرصدية الأكثر دلالة في تأخر المغرب من حيث التنمية البشرية، وتوسع مسطح الفوارق الاجتماعية.
يكفي الوطن من معامل أدخنة (السباسية ) الأشداء في السياسة. يكفي الجميع من ذاك البوليميك السياسي الرديء الذي يساهم في زيادة زخم فقدان الثقة في السياسة، والبرامج التنموية الكلية. اليوم، لا بد من حكامة غير متمركزة بفلسفة تخليق الحياة. حكامة مرنة تطيح برؤوس الفساد الأشداء على الوطن، وصناع صيغة الريع (حلال). حكامة فعالة، تهندس لمبادرات طموحة، تتحدد في إيجاد حلول واقعية ونفعية، و تقرير برامج التنمية التفاعلية لتقوية الرأسمال البشري، ومحاربة الإقصاء الاجتماعي. برامج مراقبة بالعلوية، ودينامية تنموية عمومية أكثر دقة وفاعلية.
طقوس سياسة الثقة لابد أن تعزز برؤية (لي فرط يكرط). طقوس السياسة (المسوسة) هي مثل (شقف الكيف) بلا ( تدريحة حارة من عشبة طابا). بين هذا وذاك، لا بد من القطع مع كل الممارسات غير المجدية. لا بد من القطع مع سياسة التفاهة والتدويخ سواء (بالسبسي) أو بسياسة التسويف. هم نحن والوطن والمدينة والهوامش الذي بات فيها الجميع يطالب بقطرات من التنمية العادلة، لا رشفة من نهاية (تلصيقة ) متحجرة لتعديل مذاق (كيف) السياسة.