بقلم: جبوري حسن.. مكناس/ لفاس نيوز ميديا
دورة بعد دورة يغوص المجلس الترابي لجماعة مكناس في متاهات العبث التدبيري الذي لف أشغال دورات المجلس السابقة بحكم هزالة نقاط جداول أعمالها، فدورة ماي 2022 هي الأخرى لم تزغ عن منحى الفشل بل زادت من تعميق خلل التدبير وغيبت أسس ومرتكزات بناء سياسة تنموية لمدينة لها تاريخ عريق، مكناس تلك المدينة التي عانت ومازالت تعاني من التدبير المرتجل والبعيد كل البعد عن تطلعات ساكنته، مما افقدها جاذبيتها السياحية والعمرانية والبيئية والمجالية والثقافية والرياضية بحكم السنوات العجاف للقحط التدبيري الذي تكالب على المدينة وعمق أزماتها وأغرقها في نفق التهميش الذي أحال واقعها الى مدينة تنعدم فيها شروط المدن الصاعدة بالمغرب كل الإمكانيات المتوفرة تاريخيا وسياحيا وثقافيا وبيئيا.
دورة ماي 2022 حملت في طياتها البؤس التدبيري لأغلبية متذبذبة أغرقت المدينة في سرداب حالك العتمة من خلال المرافعات البيزنطية الممططة لحوار الصم بين الأغلبية والمعارضة التي تجد نفسها بلا حول ولا قوة محاصرة بالأغلبية العددية التي لا يتسع صدرها للنقاش والانتقاد للمسك التدبيري للمكتب المسير للجماعة الذي أغرق الجدول الحالي بنقاط بعيدة كل البعد عن الأساسيات والادبيات المؤسسة لحكامة التدبير الجماعي، دورة تم إغراقها بقرارات لا تفيد لا من قريب ولا من بعيد في إرساء منظور تنموي ينهض بمدينة عانت وقاست الامرين في العقود الأخيرة بسبب المتاهات الترافعية الجوفاء المثقلة بلغة الخشب وبأساليب “اياك اعني يا جارة” والمشحون بعبارات التقزيم والتهميش وصم الآذان المتعمد من طرف الرئيس ومكوناته مما يهدر الزمن التنموي بالمدينة ويعمق واقع التردي الحاصل على كل المستويات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية بسبب ضعف التخطيط والبرمجة وضبابية الرؤيا مما يسقطه في الاخفاقات والاختلالات التدبيرية وانعتاق واقع المدينة من الوضع البئيس والمتردي، هاته المدينة التي تكالبت عليها المحن من كل حدب وصوب حيث أضحت مقولة سيدي عبد الرحمان المجدوب (مكناس طاجين حامي فالسما طارو اشقوفو واللي كذب المجدوب دابا يشوفو ) وهذا ما يؤكده الواقع الحالي للمدينة التي فقدت بوصلتها التنموية بسبب الوعود الانتخابية البراقة التي انعدمت فيها المصداقية والشفافية وطغت عليها الذاتية والأنا المعمق للاختلالات والتردي على أكثر من مستوى.
فهل سيظل حاضر ومستقبل مدينة مكناس حبيسا للقصور التدبيري المغيب للأفق التنموي؟ فهل تستحق مكناس كل هذا الجحود والعبث بسبب تركيبة تسييرية مبلقنة مفتقدة للمصداقية والواقعية وبعيدة كل البعد عن نبض الشارع المكناسي الذي ضرب اخماس في اسداس مما يؤكد غياب استراتيجية واضحة الأهداف والمرامي على المستوى التنموي الشي الذي جعل المكتب المسير واغلبيته العددية تغرد خارج السرب وخارج تطلعات ساكنة ارقها واقع مدينة انغمس مجلسها في متاهات اللغو والسفسطة والمزايدات التي لا تنتج الا الغوص عميقا في جب التردي التنموي والاقتصادي والاجتماعي الناتج عن مهازل السياسات التدبيرية البئيسة والمتناسلة داخل ردهات مجلس غير ممتلك للآليات والأدوات والبرامج التنموية الموجهة لخدمة ساكنة مدينة مكناس التي اعياها التهميش القسري ضد تطلعاتها واتجاه غد محقق لواقع معاكس للعبث والجحود الذي اجهض ماضيها وحاضرها ومستقبلها من خلال تعاقب مجالس لم تحصد المدينة وساكنتها من وراء مسكها التدبيري الا الهباء المنثور.