أولا نأسف عن ضياع مراتب التنافس لأجل الصعود. نأسف بأن الطموح الجماعي لمدينة في العودة إلى قسم الصفوة لم يتحقق. حقيقة كانت الوعود قوية من المكتب (الجديد) وبالثقة المتبادلة، فحين ترأس مكتب النادي المكناسي فرع كرة القدم شباب يحملون مبادئ التغيير والرعاية، وفرص تأمين الصعود، صعد الأمل في الصعود.
حين طرحت سؤالا موجها للصحفي المهني بوشتى الركراكي حول:هل الفوز بمدينة القنيطرة يُبقي أمل الصعود للنادي المكناسي حاضرة أم لا؟ أم أن هنالك معادلة مركبة وصعبة التكهن فيما تبقى من مباريات بطولة الهواة ؟ كانت الإجابة على أمواج إذاعة Medina Fmفي برنامج (الشوط الإضافي) مع الكوتش فؤاد عسو والمحلل الرياضي، صريحة وبلا (ماكياج رياضي):” أتمنى، وألا نرجع البكاء على الأطلال على مقابلة الداخلة، وهي التي كانت الفيصل في هذه البطولة، وعدم الانتصار على فريق الداخلة كان (الصيف الذي ضيعنا فيه اللبن)…. الآن، التواجد في القنيطرة ليست بالمقابلة المهمة، لأن مستقبل الصعود والنزول في قسم الهواة يتواجد في مدينتي ورززات و تمارة”.
انتهت مباراة مدينة القنيطرة برسم الدورة (25) بالتعادل السلبي (0-0)، تعادل نزل كالماء البارد على مكونات الفريقين. تعادل كان نتيجة لعب قتالي داخل الملعب من كلا الفريقين، وضياع هامش من الفرص القوية لصالح النادي القنيطري. تعادل لم يخدم البتة أي طموح للفريقين.
لن نقول بأن البطولة قد انتهت ووجب جمع الطموح في حقائب المستودعات، وتفكيك هياكل المكتب !!! لن نقول بأن الفريق المكناسي كان خارج التغطية، وخارج الحسابات القوية لبطولة الهواة، ولكن نقول بأن هنالك أسباب مُتحدة ومُتجمعة حالت دون بقاء حظوظ النادي في مثلث التنافس على الصعود، كان هنالك اختلالات سبقية وقديمة، وتلك المشاكل السابقة والعويصة التي صاحبت إنشاء مكتب مؤسساتي، وتطليق الارتجالية والعشوائية غير القانونية. كانت هنالك مشاكل عالقة تستوجب التصفية التدبيرية والمالية وتحملها المكتب المسير بكل أريحية، واستطاع القطع مع بعض الممارسات السابقة، ولازال يقاوم !!!
لن نهلل لأحد، ولن نلقي بألوان (الماكياج) على أحد، ولكنا نقول : أن في هذا الموسم السابع من السنوات العجاف في قسم الهواة، تحقق الأهم، أولا في العودة إلى العمل المؤسساتي (مكتب قانوني). ثانيا في نفض مجموعة من الشوائب العالقة بالفريق عبر التاريخ وممرات الهواية، مع استحضار أن التنظيف يلزم أن يبقى مستمرا. استطاع مكتب النادي النقص من تلك الاكراهات المالية، والبحث عن الدعم الرسمي. استطاع تخطي تلك العادات الباكية (الصينية ذات الرداء الأخضر لجمع تبرعات الإحسان الرياضي). استطاع المكتب خلق الثقة ( المالية والإدارية ومع الجماهير) والتي تم تغييبها بممارسات سابقة. استطاع المكتب أن يتحمل النقد، و يعلن تحمله المسؤولية بتمامها.
هي حصيلة ليست بالسلبية ولا بالسهلة ولا بالهينة، إذا ما تم تحييد الفشل في تحقيق الصعود، والذي كانت الوعود حوله قوية ومحفزة. هي حصيلة ليست حتما بتمام الإرضاء، ولكن يمكن اعتبارها بداية التأسيس لمرحلة ثانية للنادي المكناسي (ما بعد السنوات السبع العجاف)، وكذا يمكن اعتبار هذا الموسم بداية الانطلاقة التي تحتسب في الخطوة الأولى عند كل (ماراطون) رياضي.
لا نؤمن بالصمت (خليو المكتب يشتغل وفي صمت)، راه ننتظر بلاغ يفصل الحيثيات والأسباب!!! لا نؤمن بالسلبية والنقد المفسد (للزرع والعباد)، ولكني أؤمن من منطق الحسابات أننا ربحنا فريقا يحتاج إلى (روتوشات)، ومكتبا مسؤولا يمكن أن يخلق الحدث. الآن، يجب على أعضاء المكتب أن يقفوا وقفة تأملية وبالصوت المسموع عن ذكر أسباب الإخفاق في عدم تحقيق مؤشر الصعود. أن يتحمل المكتب تلك (المفرقعات) التي تصطاد في الماء العكر، لأجل خلق شرخ في الهيكل الداخلي. يجب على الفريق أن يعتبر ما تبقى من البطولة عملية تجريبية لمجموعة من اللاعبين الشباب الذين ينتظرون فرصة مواتية. يجب أن يفكر المكتب في استقدام لاعبين من طينة (العطاشة) الكبار لتحقيق صعود حقيقي لا على الورق والأماني الوردية. فبطولة الهواة لها خاصياتها ومواصفاتها المشكلة.