القبر الوحيد و الغامض بالعاصمة العلمية فاس.. سيدي المخفي من هو صاحب هذا القبر الغامض؟

روايات وقصص يسردها ساكنة المدينة العتيقة فاس، كل واحد يسرد ما سمعه من أجداده حول القبر الوحيد الموجود في طريق باب محروق المؤدية إلى ساحة بوجلود المشهورة بمدينة فاس.

هناك بدأت قصة القبر الوحيد وسط أرض كبيرة وفي حيرة تجعل المارة ينظرون إليه باستغراب متسائلين عن سبب وجوده وحيدا.

تاريخ القبر المجهول….

تذكر روايات أجدادنا أن قصة القبر المجهول والوحيد ترجع إلى عهد الملك الراحل الحسن الثاني رحمه الله، إذ كانت الأرض الكائنة بطريق باب محروق في ذلك الوقت عبارة عن مقبرة يوجد بها المئات من المقابر، شاءت الأقدار وتم تحويل جميع المقابر بأمر من الملك الراحل، حيث بدأت الأشغال و تم نزعهم، حيث قامت بعض العائلات بنقل رفات موتاهم إلى مكان آخر، ما عدا القبر المجهول الذي لم يسأل عنه أحد حيث تقرر نزعه باستعمال ما يعرف عند المغاربة بـ”طراكس” فكان يتوقف عن العمل بدون سبب ميكانيكي كلما تم الإقتراب من القبر المجهول، تفاجئ العمال المشرفون على هذه العملية و لم يجدوا حلا لهذا القبر الذي التصق في الأرض بشكل كامل و لم يستطيعوا نزعه، وصلت قصة القبر المجهول إلى مسامع الحسن الثاني فقرر القدوم إلى المكان للإشراف بنفسه على هذه العملية وليتأكد من حقيقة الأمر فحاولوا مرات ومرات والنتيجة كانت نفسها، هنا جاء القرار من الملك بإعادة ترميم هذا القبر و الحفاظ عليه و عدم المساس به حيث تم وضع لوحة فخارية و وُضع عليه إسم “المخفي”، فأصبح المارة يتسائلون عن القبر الوحيد من هو و ما هي قصته…. أسئلة لن يجيب عنها سوى التاريخ.

تختلف الروايات و يبقى السؤال واحد، من هو صاحب هذا القبر الغامض؟

أسباب دفعتنا إلى زيارة هذا القبر الغامض الموجود وسط أرض شاسعة و استسقاء معلومات عنه، تقدمنا بخطوات نحوه فكانت أول ملاحظتنا عن طول القبر الذي يبلغ حوالي أزيد من مترين، مبني ومجهز بطريقة رائعة، مكتوب على واجهته “هذا قبر المرحوم الولي الصالح ذو الهمة و المشهور بسيدي المخفي إن لله و إن إليه راجعون” ، يحكى أن هذا القبر كان مكتوب عليه “قبر مجهول”.

في الزاوية المعاكسة لفت إنتباهنا شخص نائم وسط الربيع و الزهور تحت شمس مشرقة، توجهنا إليه و طرحنا السؤال، ما هي قصة هذا القبر الغامض؟

هنا بدأت الروايات…

استيقظ الشخص، و كانت أول كلماته كان رجل عظيم، يُحكَى أنه ولي من أولياء الله الصالحين منذ قرون، ذو همة و ذو كلمة مسموعة، كان شهم طويل القامة، طوله يصل حوالي مترين، وافته المنية في تلك الأرض الكبيرة و تلك الزاوية بالضبط ليتم دفنه هناك، يؤكد لنا هذا الرجل على أنه حقا ولي صالح.

رفعنا أنظارنا فلاحظنا أنه عدد من العائلات يتوافدون إلى تلك الأرض للاستمتاع بالجو المشمس، تقدمنا نحو إمرأتين، فبعد إلقاء التحية أعدنا طرح السؤال نفسه، فكانت الرواية حقا مفاجأة “تم نزع المقبرة مع بقية المقابر، و عند طلوع يوم جديد أصبح القبر موجودا في مكانه أي أعاد بناء نفسه بنفسه”، هنا بدأت الصدمة الحقيقية، و زاد فضولنا لمعرفة أي رواية ستكون الأصح.

شاركنا الجلسة مع نساء بالمنطقة و استمعنا لكل واحدة منهن، تحدثت الأولى وقالت “حسب ما سمعت فإن هناك كنز مخفي و من يفكر في الاقتراب منه ستنزل عليه اللعنة و سيُصاب بشيء غير متوقع، الساكنة يرتعبون حتى من الاقتراب إليه”، و تحدثت الثانية و قالت “أنّ العامِل الذي أشرف على نزع القبر المجهول أصيب بشلل”، و تحدثت الثالثة و قالت “أن المدفون هناك هو صاحب تلك الأرض و من الواضح أنه رجل صالح و ولي من أولياء الله”.

و بعد سماع جميع الآراء و القصص المتداولة و الانتهاء من رحلة البحث عن قصة القبر المجهول، قررنا أن نوافيكم بجميع الروايات و مشاركتكم بهذا اليوم المليئ بالغموض و القصص و الحكايات من أجدادنا بالمدينة العتيقة “فاس”، وفي طريقنا نحو ديارنا مررنا برجل كبير في السن لنعاود طرح السؤال نفسه، سرد علينا بعض القصص التي سبق أن استمعنا إليها من بعض الأشخاص، لكن الشيء الوحيد الذي أثار انتباهنا هو أن “المخفي” إمرأة وليس رجل، فكان هو الشخص الوحيد الذي يتحدث عن المخفي بصفة إمرأة، و هنا يبقى السؤال المطروح و البارز “ما هي القصة الحقيقة حول المخفي…؟

https://www.youtube.com/watch?v=RcNciHk4KoE

About أحمد النميطة