متابعة للشأن المحلي بمكناس محسن الأكرمين.
ماذا يحدث داخل مكونات مجلس جماعة مكناس (إغماءات) و(سيارة إسعاف) و(أصوات عالية الخطاب)؟ ماذا يحدث؟ هل حقا أرجعت عمالة مكناس الميزانية السنوية مذيلة بعدة ملاحظات لأجل التصويب والضبط ؟ هل حقا كانت فوضى عارمة في مجريات الدورة الاستثنائية ليوم (13دجنبر 2021)؟ هل حقا قرار منع الصحافة من متابعة الدورة الاستثنائية كان قرارا من الرئيس ويتحمل فيه المسؤولية الكلية، أم كان قرار كل مكونات المجلس أغلبية ومعارضة !!؟ هل حقا بات سير مجلس جماعة مكناس يوازي سرعة السلحفاة البطيئة (ولي باغي يربح ولاية المجلس طويلة)؟
حين سألنا ونحن نقترب من مائة (100) يوم من تنصيب المكتب المسير (20 شتنبر) نماذج من متتبعي الشأن المحلي بمكناس، عمّا تقويمهم لأداء المجلس؟ كانت الإجابة متنوعة، كانت المفاضلة حاضرة بين مكونات مجلس السيد عبد الله بوانو والمجلس الحالي برئاسة السيد جواد بحجي. كانت الإجابة ترمي بنا إلى أن نمتلك مخارج المثال التالي ( كل أولاد عبد الواحد واحد). كانت الصدمة قوية ” عمل مجلس جماعة مكناس يشوبه الارتباك الواضح، والارتجالية الواضحة في القرارات، وعدم المهنية والاحترافية السياسية في تدبير الشأن العام، وهذا ما يؤثر سلبا على التسيير وبناء الثقة”. ومن الإجابات المترادفة قولا: (خليوهم يخدموا !!!) (براكا من الكتابة !!!)، لكن الذي كان بجانبه قائما قال له: (يطول ويعجبك !!!).
حقيقة لازال مخاض بناء أغلبية رزينة ومتعقلة غائبا وغير متمكن منه بمجلس جماعة مكناس. لازال بناء التحالفات في ارتباك تام ومستديم. لازال المجلس يعيش الدوخة و(التلفة) التامة فلا أغلبية متناسقة ومنسجمة وفعالة بالرأي والإفهام والابتكار، ولا معارضة قوية ومتحدة تقف سدا منيعا عند لغو الكلام المفرط في العموميات والتشخيصات البائدة. ومن صدق المقولات بالإجابة : فلا زال بحدود هذه الدورة بعض أعضاء مكتب المجلس لا يعرفون اختصاصاتهم الكبيرة، والكل يريد التموقع قدما وكسب رهان السيطرة، والترميز المستقبلي، وبناء غروره (ا) السياسي على حساب المدينة والساكنة !!!
نعم للمدينة تراكمات سابقة بالنظر إلى مؤشرات الاكراهات المتزايدة، والوعود الكبيرة التي لم تجد طريقها للتنفيذ بأرض مكناس (قضايا مكناس الكبرى التوافقية القديمة). فالمدينة باتت تعيش على تقلبات الحياة نحو الغلاء، وفقدان مناصب الشغل، واستفحال الأنشطة غير المهيكلة حد الفوضى (جولة في شوارع المدينة تقفون على العجب العجاب !!!). باتت الساكنة الناخبة تفقد منسوب الثقة التي وضعتها في أحزاب بعينها (لي حسب بوحدو تيشيط ليه).
نعم، هي الحقيقة التي لا تحجب بالغربال على أحد. فساكنة مكناس تنتظر ما يحسن مستويات العيش، وتحقيق الكرامة البسيط (العيش الكريم العادل). حقيقة ووضعية معرقلة، فمجلس جماعة مكناس يحمل قسطا من الفصائل المتناحرة والمتدافعة حد السباب والاعتصام والإغماء، والتي لن تشتغل لصالح المدينة بتاتا. إنه بحق مجلس يفتقد إلى روح التواصل الفعال والانسجام، والخروج من دائرة التخوفات السبقية، وانعدام الثقة. إنه مجلس فريد ببعض أعضائه السائرين في سباق نحو اقتناص المناصب والتكليفات والاختصاصات، أو إعلان الحروب الهامشية !!!
لا نحتمل حكم القيمة بسبق الإصدار، ولكنا من البداية نقر بصعوبة تصنيف أداء مجلس جماعة مكناس بين السلبية الكبيرة، والايجابية الممكنة المحتشمة. نقر أن صواب التغيير و توطين الحكامة، وتجويد الخدمات العمومية والاجتماعية بمكناس، لن يتم إلا بتدبير المكاشفة والفضح لكل الاختلالات أو المناوشات المسيئة لسمعة المجلس. لن يتم إلا ببناء الثقة، والتصالح مع الساكنة بتحضير التنمية التفاعلية. لن يتم إلا بترك هامش كبير لحرية الصحافة، والأحقية في المعلومة بلا مفاضلة. لن يتم بالارضاءات ونيل التكليفات المزدوجة لـ (شراء الصمت) ودعم الخنوع المصالحي. بل يمكن أن يتم بالبحث عن الكفاءات حتى في شق المعارضة وتكليفها بملفات (كبيرة) بعينها. لن يتم إلا برقابة من أعلى سلطة بالإقليم بالمساءلة والمحاسبة والحكامة، فزمن التنمية بمكناس لا يحتمل تزايد سنوات الهذر.