ملتمس لسمو الأمير مولاي الحسن بخصوص ملعب بحي طه أناسي بمكناس

إلـــى سمو الأمير المحبوب مولاي الحسن ولي عهد

المملكة المغربية الشريفة

سلام تام بوجود مولانا الإمام أيده الله ونصره

       وبعد، تتشرف جمعية طه وتنسيقة الجمعيات الرياضية والمدنية الموحدة بمكناس بعد رفع ما يليق بمقام صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله من آيات الولاء والإخلاص  للعرش العلوي المجيد، وبعد التقدم أمام سموكم بكل عبارات التقدير والتبجيل وأسمى المتمنيات بمناسبة بلوغ سموكم سن الرشد القانوني لتسلمكم لولاية العهد أن نتقدم أمامكم بهذا الملتمس الذي يتخلص فيما يلي :

إننا مولاي جمعية وتنسيقة تضم العديد من الجمعيات تنشط في تأطير الشباب في المجال الرياضي ، وكذا مجموعة من الأنشطة الأخرى التي تحاول إدماج الأطفال وحتى النساء والرجال في الأعمال المدنية  التي تعود بالنفع على أحيائنا ومدينتنا، ومن الأمور المهمة التي اشتغلنا عليها طوال أربع سنوات إحداث ملعب بحي طه أناسي بعد ما تنازلت لنا عنه بالمجان إحدى الشركات المختصة في الإنعاش العقاري، ودخلنا في شراكة مع مؤسسة خاصة قامت بتجهيزه عن آخره. وهو ما أعطى رونقا خاصا لحينا، كما أنه يستقطب بالمجان جميع الأنشطة الرياضية لشباب حي طه وأناسي والعديد من الأحياء المجاورة باعتباره المتنفس الوحيد بالمنطقة وتجزئات حديثة آهلة بالسكان تضم ما يزيد  عن 35000 نسمة تم حرمانها عمدا من ملاعب القرب ومجموعة من المرافق الحيوية بالتواطئ مع المضاربين العقاريين مع استفادة متبادلة تحول بفضلها العديد من المسؤولين بقطاع التعمير بمكناس إلى رجال أعمال وأصحاب عقارات وفيلات وسيارات في غفلة من رعاياكم، كما زاد اغتناء العديد من المضاربين والمنتعشين العقاريين وتضاعفت ثرواتهم على حساب الحقوق المجالية للساكنة الذين وجدو أنفسهم محبوسين في صناديق إسمنتية وأحياء ضيقة لا تستجيب لمعايير التعمير رغم أنها حديثة ولا يتجاوز عمر أغلب التجزئات بها عشر سنوات،

مولاي وهو ما جعل مدينة مكناس العاصمة الإسماعيلية في مؤخرات مدن المملكة نظرا لشوارعها الضيقة ولا أثر فيها للمناطق الخضراء ولا مراكز الترفيه ولا دور الشباب أو المسارح أو السينما، وانما فقط كومة هائلة من منازل للسكن الاقتصادي والمتوسط اغتنت من ورائها طبقة المنعشين والمضاربين العقاريين، و الذين ربطوا علاقات مشوهة مع مسؤولي إدارات التعمير خاصة المسؤول بالوكالة الحضرية الذي يخطط في تصاميم هذه المدينة كيفما بدا له ويرخص للمشاريع بالطريقة التي تخدم مصالحه الضيقة حتى أصبح الجميع بهذه المدينة مقتنعا بأنه هو من يتحكم في زمام الأمور على الرغم من  أنه موظف بسيط بالوكالة الحضرية إلا أن سلطاته تتجاوز حتى مدير الوكالة نفسه بحيث كان مؤخرا يستحوذ لوحده على تصميم تهيئة مدينة مكناس في غفلة من الجميع  ويغير فيه بالطريقة التي تخدم أصدقائه من المضاربين العقاريين، ولا يحق لأي مسؤول بالوكالة الحضرية أو حتى العمالة أو الجماعة أن يتدخل في هذا التصميم الذي أكدت مجموعة من الفعاليات بالمدينة أنه سيقبر ما تبقى من أحلام لدى ساكنة مدينة مكناس .

     مولاي، إن هذا الموظف تجبر وطغى بحيث أنه يرغب ألآن في هدم الفضاء والمتنفس الوحيد بتجزئة طه بشهادة الواقع والمثبت في تقرير السلطة المحلية والذي يحتضن الممارسة الرياضية  لشباب الحي والأحياء المجاورة وحتى البعيدة ، بالإضافة للعديد من الأنشطة التي نظمت به ” حملة التبرع بالدم ” “حملات التوعية ضد كورونا ” دوريات كرة القدم للأحياء وتكريم أبطال على المستوى المحلي والوطني وفي مختلف الرياضات …ومنها  تنظيم بطولة  ” ليلة النجوم “تحت رعاية الجامعة الملكية المغربية  للكيك بوكسينغ  والحضور الفعلي لها في شخص  نائب رئيس الجامعة المحترم  وذلك بمناسبة بلوغ سموكم سن الرشد القانوني وبمشاركة أندية محلية وجهوية ووطنية ، هذا الحدث الوطني  الكبير حظي  باهتمام  محلي ووطني كبير كما عبرت عصبة سايس  تافيلالت  والجامعة  والعديد من الفعاليات المدنية والرياضية عن إعجابها الكبير بهذا الحدث تنظيما وتأطير ومواكبة وتم الاتفاق  تتويجا لهذا النجاح المتعدد الأبعاد والدلالات، على إطلاق تسمية سموكم على هذا الملعب مع جعل هذه التظاهرة سنوية تحت رعايتكم بإذن الله، في حالة موافقتكم الكريمة.

      مولاي، إننا نتعرض بشكل شبه يومي للتهديد بهدم هذا الملعب عشوائيا  وتحويله إلى مدرسة ميكروسكوبية لا تستجيب بأي شكل من الأشكال لمعايير مدارس التعليم العمومية، مدرسة معاقة ومعيقة لنجاح العملية التعلمية صانعة للهدر المدرسي والجريمة  بحيث إن مساحة الملعب لا تتعدى 1400 متر مربع، وهذا الملعب ثم إنشاؤه أمام أعين السلطات وبمباركتها منذ سنة 2016، ولا ندري ما السبب في هذه الحملة المسعورة التي تطالنا من قبل السلطات بشتى أصنافها والتي رغم أننا حاولنا مرارا تنبيهها إلى أن حذف هذا الملعب من الحي هو القضاء على أحلام الطفولة والشباب في إشباع حاجياتهم من اللعب والممارسة الرياضية، في الوقت الذي يمكن تدارك الأمر ببناء مدرسة عمومية بفضاءات أخرى مجاورة تستجيب للقانون علما أن صاحب القطعة أبدى استعداده لبناء المدرسة العمومية فوق أي قطعة أخرى تضعها السلطات رهن إشارته.

     مولاي، إن الرغبة في تصفيات حسابات ضيقة مع المؤسسة الخاصة التي أنشأت الملعب من مالها الخاص بعد الاتفاق والشراكة  مع الجمعية لاستغلال بشكل مشترك هو ما نظن أنه يغذي أحقاد بعض المسؤولين الذين دخلوا مع أحد شركاء المؤسسة والذي كان ناظرا للأوقاف بعدما ضيق الخناق عليهم ورفض الانصياع لنزواتهم، وهو ما يجعلنا مولاي  في جمعية طه للتنمية العمرانية والثقافي والرياضية والتنسيقية الموحدة للجمعيات الرياضية ، وعديد الجمعيات المدنية بمكناس ..

نلتمس من مقامكم السامي أن تتدخلوا لإنصافنا بفتح تحقيق نزيه يسند إلى جهات محايدة وحازمة

للبحث في خلفيات رغبة  السلطات  في هدم هذا الملعب وتحويله مؤسسة  معاقة بنيويا ملتحقة بالمؤسسات المعاقة التي  لا يتوفر على الحد  الأدنى من مقومات مدارس التعليم العمومي وخاصة المساحة  المطلوبة ،مما كرس نهجا لا يتماشى مع القوانين والسياسات المرعية في المجال .

      ولماذا يتم الإلحاح على بناء هذه المدرسة بعد السماح بإنشاء الملعب منذ أربع سنوات وبعدما أصبح مكتسبا للحي والجمعية على السواء بتنازل من الشركة صاحبة العقار؟ مع تكليف اللجنة التي ستحل بالفضاء للكشف عن خروقات التعمير الخطيرة التي شوهت المدينة وحولت مجموعة من مسؤوليها للأغنياء على حين بغتة وحكمت على هذه المدينة بالموت السريري مقارنة مع مثيلاتها مع المدن المغربية في ظل الحديث عن المدن الذكية في المستقبل.

مولاي، لقد اصبح ملاعب القرب مولاي الحسن طه اناسي مزار للمحبين والمتعلقين بأهذاب العرش العلوي المجيد يلتقطون الصور التذكارية مع تحفة الملاعب المتمثلة في صورتكم البهية  بحجمها الكبير والأنيق والتي تتوسط الفضاء الرياضي مرسخين ثقافة رياضية شعبية متمسكة بثوابت المملكة الشريفة خادمة للمشروع الوطني التنموي القائم على ربط الاطفال والشباب بعناصر قوة الدولة المتمثلة في استمرارية علاقة المحبة والوفاء بين الشعب المغربي الوفي والملكية المغربية القائدة الحكيمة ، لتبقى ثورة الملكية والشعب مستمرة في كل مناحي الحياة ..ويستمر تطلع وشوق كل مكونات النسيج الجمعوي والمدني بمكناس إلى شرف زيارتكم الأميرية للمدينة وملاعب القرب مولاي الحسن طه أناسي تكبر في القلوب والعقول وتتردد على ألسنة الأطفال والشباب عبارة ” سيأتي مولاي الحسن ونفرحوا كاملين معه …” وما هذا الرجاء والحلم ببعيد عنكم  إنه حقيقة متحققة إن شاء الله ..

   ولا يسعنا في الأخير مولاي إلا أن  نعبر لكم عن تعلقنا المتين بأهذاب العرش العلوي المجيد متمنين لجنابكم الشريف مسيرة موفقة في دراستكم وأن يطيل الله عمركم ويداوم عليكم نعمة الصحة والعافية في ظل القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة والمهابة محمد السادس أطال الله في عمره وجعله ملاذا لكل شعبه نافعا الله به البلاد والعباد .

About محمد الفاسي