برنامج (مسير) لتدبير الموارد البشرية
رؤية استراتيجية مستقبلية (1)
أ.خديجة العمري/ لفاس نيوز ميديا
(كاتبة رأي
دبلوم دراسات عليا معمقة – فلسفة-).
مقارنة بكثير من البرامج في مجال التسيير والتدبير الإداري يعتبر البرنامج المعلوماتي (مسير) واحدا من أفضلها وأكثرها مرونة وأداء حيث ساهم – ولوقت طويل – إلى حد كبير في تنظيم العمل وتقريب الإدارة بوزارة التربية الوطنية وقد عايشت لفترة طويلة في إطار وظيفيتي -كإدارية بوزارة التربية الوطنية – صيرورة العمل قبل وبعد اعتماد هذا البرنامج ولمست عمليا أهميته في العمل الإداري.
بيد أن برنامجا كهذا وككل البرامج الحاسوبية يبقى دائما في حاجة إلى التحديث والتطوير لأسباب عديدة تتعلق أحيانا بطبيعة التطور التقني المستمر للحواسيب والتكنولوجيا عموما وتارة بطبيعة القوانين الإدارية ذاتها ومستجداتها وتارة أخرى بالعمر الافتراضي للبرنامج ذاته بغض النظر عن أي متغيرات من حوله .
هنا وفي هذا السياق يصبح ضروريا على الوزارة المعنية التفكير بمنهجية ثابتة لتلبية حاجة المتغيرات التي تفرض ضرورة تجديد الروح في البرامج التربوية والإدارية (التقنية) بجداول زمنية مدروسة .
وفي هذا الصدد تقوم المديريات الإقليمية ببرامج تكوينية دورية من أجل الاستجابة لتلك الضرورة (الإدارية ) فهي تهدف في أبسط صورها إلى الارتقاء بالعمل الإداري إلى ما يوازي المستجدات على مستوى القوانين والنظم في المجال الإداري ثم النهوض بوسائل ذلك الارتقاء إلى المستوى المطلوب لإنجاز العمل بنجاح .
إن هذه المقدمة ضرورية لتصنيف الأهمية المبدئية لهذا البرنامج في العمل الإداري التربوي بالنسبة لكل الفاعلين: وزارة وأكاديميات ومديريات إقليمية ثم مؤسسات تعليمية؛ إنه برنامج يمثل همزة وصل بين الوزارة ومؤسساتها فهو كالرحم بين أهله .
لذلك يبقى نجاح العمل الإداري وتجويده منوطا بنجاح أداء هذا البرنامج ..وحينما نتحدث عن النجاح بهذا المعنى فنحن نتحدث عن منظومة أركان إدارية متعلقة بالبرنامج ذاته إنها: الموظف والبرنامج والأدوات التقنية اللازمة والقوانين المؤطرة في هذا الشأن.
هذه الأركان الأربعة هي ما قلنا – أعلاه – تمثل حجر الزاوية في اهتمامات الوزارة ومديرياتها لإبقاء برنامج (مسير) في أوج عطائه ونجاحه ..ليكون فعلا رحما بين أهله من مدراء المؤسسات التعليمية والوزارة وموظفيها في كل الجهات بتراب مملكتنا العزيزة . فما هي آفاق نجاح برنامج مسير في تأطير ونجاح العمل الإداري وما هي التحديات التكنولوجية والتقنية التي تواجهه، وكيف يمكن تجاوز مشاكله وأعطاله؟ وماذا عن الاستراتيجيات البديلة ؟ – يتبع-