”نتائج كارثية” هذا ما صرح به مدير المعهد الجهوي للموسيقى والفن الكوريغرافي بفاس لأب أحد التلاميذ بعيد صدور نتائج الامتحان الجهوي للسنة الدراسية 2021 الخاصة بنيل شهادة السلك الثاني (أي ما يعادل الباكالوريا)في مختلف الآلات الموسيقية.
هذا التوصيف من طرف المسؤول الأول بالمعهد الجهوي له أكثر من دلالة ويحتمل تأويلات متعددة؛ هل كانت النتائج كارثية على الطلبة بشكل فردي أم كارثية على المعهد برمته. وحتى نكون منصفين ولننور الرأي العام، ولكي لا يتهمنا البعض بالتجني وتبخيس المجهودات المبدولة من طرف الأطر التربوية التي بالمناسبة تعاني بدورها في صمت من عدة مشاكل.
إليكم النتائج الكاملة لجهة فاس مكناس والتي كانت على الشكل التالي:
مادة الكمان العربي عدد الممتحنين 3 عدد الناجحون لا أحد
مادة الكمان الكلاسيكي عدد الممتحنين 5 عدد الناجحين 1، ولا أحد من معهد فاس.
مادة الملحون عدد الممتحنين 1 عدد الناجحين لا أحد
مادة البيان عدد الممتحنين 9 عدد الناجحين 3 واحد فقط من المعهد الجهوي بفاس.
مادة العود العربي عدد الممتحنين 9 عدد الناجحين 3، اثنين منهم من معهد فاس.
أما مادتي القانون والغيتارة عدد الممتحنين 0
ومن خلال القراءة الأولية لهاته الأرقام، نجد أنها بحق كارثية إذا ما نظرنا إلى النتائج وإلى عدد المترشحين لاجتياز هذا المستوى من الامتحانات على صعيد جهة فاس مكناس. وللتذكير فقط، وكما جاء على لسان السيد المدير في العديد من اللقاءات، فالمعهد الجهوي للموسيقى بفاس يعرف إقبالا كبيرا كل سنة، حيث بلغ عدد تلاميذ المعهد أزيد من800 تلميذة وتلميذ. وللإشارة فقط، فبناية المعهد القديمة لم يطرأ عليها أي توسيعات أو إضافات يمكنها أن تستقبل هذا العدد الكبير من التلاميذ مما يجعل هذا الفضاء الموسيقي يعرف نوعا من الاكتظاظ، ناهيك على أن القاعات الدراسية بالمعهد لا تتوفر على الامكانيات التقنية المستعملة في هذا المجال حتى لا تنعكس أصوات الآلات الموسيقية داخل الفصل، مما يسمح أيضا بدخول مجموعة من الأصوات أثناء عزف التلاميذ أو بعض الأجواق الموسيقية من الحجرات المجاورة، ولا يمكننا أن نغفل عن الحالة المتقادمة وعدم التوازن الصوتي لآلات البيان المستعملة من طرف التلاميذ داخل معهد فاس للموسيقى مما يطرح العديد من التساؤلات عن الامكانيات المرصودة للصيانة أو التجديد.
لكن يبقى السؤال الجوهري موضوع هذا المقال كم عدد تلاميذ المعهد الجهوي للموسيقى بفاس الذين تمكنوا من الحصول على شهادة السلك الثاني هذه السنة في مختلف الآلات الموسيقية؛ الإجابة بسيطة: ثلاث طلبة فقط. فهل من المعقول أن ترصد مبالغ مهمة وتؤدى مبالغ مهمة من طرف آباء وأولياء التلاميذ عبارة عن رسوم التسجيل والتي بالمناسبة ثم رفعها مؤخرا، لكن بالمقابل نجد نتائج مخيبة للآمال تعكس المستوى المتدني الذي وصل إليه معهد فاس للموسيقى. فمن الطبيعي أن يتساءل الجميع: ماذا ينتج معهد العاصمة العلمية؟ ولماذا إهدار هذه المبالغ الكبيرة من أجل نتائج لا تشرف هذه المؤسسة.
هناك مطالب من طرف مجموعة من آباء وأولياء التلاميذ للوزارة الوصية للوقوف على العديد من الاختلالات داخل المعهد واحداث لجنة وزارية للوقوف على مكامن الخلل بالاستماع لجميع المتدخلين والفاعلين داخل هذا الفضاء الموسيقي.
لكن لا يجب أن تنسينا هاته المشاكل من أن نحيي الكثير من أساتذة المعهد الذين يبدلون قصارى جهدهم من أجل الرقي والرفع بالمستوى التعليمي داخل المعهد، رغم الاكراهات الكبيرة والمعوقات البيروقراطية والعقلية المتجاوزة في التسيير الاداري والذي يحتاج إلى كفاءة علمية وإدارية متمرسة وليس شهادة موسيقية فقط. يجب إعادة النظر في الهيكلة الادارية لمعهد فاس من أجل الرقي بهذا المجال الحيوي كما أن فاس تستحق الأفضل للمكانة الرمزية لهاته المدينة العريقة بانشاء معهد جديد بمواصفات وجودة عالية.
بقلم : فونونو خالد
هذه النتائج خاصة لنيل شهادة السلك الثاني للمعهد الموسيقي مايعادل الباكالوريا: