يعيش مكتب التكوين المهني وإنعاش الشغل على إيقاع ضغوط رهيبة منذ ظهور فيروس كورونا، ولأن القطاع يحظى بالإشادة الملكية السامية في أغلب الخطابات الأخيرة، فإن الشغيلة أبت إلا أن تدخل الحرب حتى ولو بصدور عارية، على اعتبار استثناء الشغيلة من أولوية التلقيح، ومع ذلك نجحت قواعد المناضلات والمناضلين في امتحان التكوين رغم إكراهات الفيروس وما أفرزته من مصاعب جمة.
و كعادتها مدينة فاس لم تشذ عن القاعدة، و انخرطت في النضال التكويني، و حققت بسواعد الشغيلة انتصارات مهمة، تمثلت في إنجاح موسمي 2019/2020 و 2020/2021، لكن هذا الكفاح و المثابرة قابلهما جحود غريب من الإدارة الجهوية لفاس-مكناس، تجسد في المضايقات الأخيرة التي تعرض لها جنود التكوين المهني من مكونين و إداريين ببعض المؤسسات، حيث تمادت الإدارة الجهوية في تصرفاتها المريبة عبر إرسال لجان التدقيق دون إخبار مسبق، و إهانة المستخدمين أمام أعين المتدربين، و إثقال كاهل الإداريين بالأوامر، الإجتماعات و التقارير اليومية، بلغة خطاب تواصلية تفتقد للاحترام و اللباقة، ضاربين عرض الحائط أبسط قواعد التواصل الإداري.
هذه التصرفات اللامسؤولة شكلت مصدر إحباط للشغيلة، وخلفت إحتقانا شديدا ووضعية لا تشجع على العطاء، كما أن تزامنها مع الانتخابات القطاعية يطرح أكثر من علامة استفهام، خصوصا مع احتفاء الشغيلة بتحقيق مكسب التقاعد التكميلي والتسقيف، لكن ظرفية هذه المناوشات الإدارية وتوقيتها يوحي بتورط البعض في معركة لا تخصهم، وعلى كل من يقحم نفسه في السباق الانتخابي دون وجه حق أن يتحمل مسؤولية ما قد تؤول إليه الأوضاع.
وعليه وتفاعلا مع هذه المستجدات الخطيرة فإننا في المكتب المحلي:
نرفض بقوة الطريقة والكم الهائل لطلبات الاستفسار الموزعة، في غياب تام للبعد الإداري وكذا لأسباب غير موضوعية.
نستنكر هذه المضايقات ونشجب طريقة التعامل مع المكونين والإداريين.
ندين إهانة المستخدمات والمستخدمين وكل الممارسات الحاطَّة من قيمتهم ونشدد على أن كرامة الشغيلة فوق كل اعتبار.
نطالب الإدارة الجهوية بالتخلي عن مقاربتها السلطوية واحترام أبجديات التواصل الإداري.
نندد بالتدبير الأحادي المعتمد على الأمر والزجر، ونؤكد على ضرورة الإحترام لكل مكونات التكوين المهني بمدينة فاس.
نشجب وبشدة خروقات لجان التدقيق والافتحاص وطريقة عملها، وأسلوب خطابها اتجاه المستخدمين.
واستحضارا لكل ما سلف، وتماشيا مع هموم الشغيلة، وانسجاما مع تاريخنا النضالي، فقد قرر المكتب المحلي لمدينة فاس:
-تنظيم وقفتين احتجاجيتين بالمؤسسات خلال الساعة الأولى من الحصتين الصباحية والمسائية ليوم الجمعة 4 يونيو 2021.
تسطير برنامج نضالي تصعيدي سيتم الإعلان عنه في القريب العاجل.
وفي الأخير فإننا نهيب بكل المناضلات والمناضلين ضرورة الالتفاف حول إطارنا العتيد الاتحاد المغربي للشغل لمواجهة كل ما من شأنه المس بكرامة الشغيلة، وتجسيد روح اللحمة التي طالما ميزت أشاوس مدينة فاس.
عاشت وحدة وتضامن مستخدمي المكتب
عاشت الجامعة الوطنية للتكوين المهني
عاش الإتحاد المغربي للشغل