شهبي ادريس يكتب: حذار من الاستهانة بذكاء المواطن..
ما نشاهده اليوم وما يصفه البعض لواقع الحال بكل وضوح لا يدل على رسم المسار الديمقراطي الجديد، وبناء مغرب الغد، مغرب الحرية والعدالة وحفظ كرامة المواطن البسيط. إنما يدل على استمرار مسلسل الفساد السياسي، نفس السيناريو مع إخفاق بعض المؤسسات التي لم تؤدي دورها أو وظيفتها كما يجب، في ظل الغياب التام لمبدأ الحكامة الجيدة حيث تعد من ضمن أقوى المفاهيم التي جاء بها الدستور وأقر على الالتزام بها.
ظل المواطن يطرح سؤالا محيرا، ما الذي تغير بعد سنوات مضت؟ لماذا لا يتم اعتماد سياسة صارمة لمكافحة الفساد باعتبار المفسد المعرقل الأول والأخير في التنمية، يكبح تطورها ويوقف عملها ويتحكم فيها، في ظل غياب ارتباط المسؤولية بالمحاسبة، وعقاب المسؤولين وسط صمت ولا مبالاة، هذا في حد ذاته احتقار وإهانة لكرامة المواطن الذي وضع ثقته الكاملة في المؤسسات.
هناك من ينتظر الانتخابات المقبلة بفارغ الصبر، باعتبارها المحطة الحاسمة لاسترجاع الثقة بين المواطن والأحزاب، من المؤسف أن يستمر مسلسل العبث، المسلسل الكوميدي الساخر، شعارات زائفة وكلام في الفراغ، لا يلد مسارا ديمقراطيا إصلاحيا، ولا يعزز ثقة المواطن في المؤسسات، فالسؤال المطروح هل المغرب هذه المرة قادر على اجتياز استحقاقات الانتقال الديمقراطي بعد الانتخابات المقبلة؟ فحذار من الاستهانة بذكاء المواطن..