جمعية كفاءات مواطنة للتنمية بفاس تنظم ندوة علمية تحت عنوان ” رمضان في زمن كورونا : درس لمراجعة سلوكياتنا الاستهلاكية حفاظا على صحتنا”

بمناسبة شهر رمضان الكريم، نظمت جمعية كفاءات مواطنة للتنمية يوم الجمعة 23 أبريل 2021  ندوة علمية تحت عنوان ” رمضان في زمن كورونا : درس لمراجعة سلوكياتنا الاستهلاكية حفاظا على صحتنا”

افتتحت الندوة بآيات بينات من الذكر الحكيم تلاها النشيد الوطني للمملكة بعدها قدمت رئيسة الجمعية السيدة ليلى لمكوم المرنيسي كلمة افتتاحية بينت من خلالها المغزى من تنظيم هذه الندوة العلمية خاصة وأنه للسنة الثانية على التوالي والمغاربة يعيشون شهر رمضان في ظروف استثنائية بسبب جائحة كورونا. هذا الواقع الصعب والغير المعتاد يعتبر تحديا فريدا من نوعه للمغاربة في شهر الصيام.

وأضافت بأن شهر رمضان ليس شهرا للتباهي بأنواع الطعام بل هو تربية للنفس على الصبر وجهاد لها للابتعاد عن مظاهر الإسراف والتبذير  حيث أصبحنا نلاحظ مع بداية هذا الشهر الفضيل انتشار ممارسات سلبية  لدى عموم المواطنين تتمثل في مصاريف مبالغ فيها تنهك جيوبهم بحكم ضغوطات أنماط العيش الحديثة، حيث تثير هذه السلوكيات أسئلة الجدوى من الصيام أمام التبذير الكبير الذي يلاحظ بمختلف الأسواق سواء العصرية منها أو التقليدية. فيما يطلب الأطباء بضرورة عقلنة الاستهلاك لتفادي عواقب صحية وخيمة.

بعدها تطرق البروفيسور طارق الصقلي حسيني رئيس مصلحة طب الكلي بالمستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس ونائب عميد كلية الطب والصيدلة بفاس من خلال عرضه إلى أن شهر الصيام هو مناسبة لتتبع نمط عيش سليم يتماشى مع خصائص رمضان الروحانية لكن للأسف يضيف البروفيسور الصقلي أن سلوكياتنا  الاستهلاكية الرمضانية وخاصة منها الغذائية تتميز على عكس دلك بالإفراط وعدم التوازن مما يكون له وقع مباشر على صحتنا وبصفة خاصة على صحة المصابين بأمراض مزمنة سواء كانوا صائمين أو تعذر عليهم دلك بسبب مرضهم.

أما الأستاذ عبد النبي السباعي أستاذ التعليم العالي في الاقتصاد والتدبير والكاتب العام لكلية الطب والصيدلة بفاس فقد أوضح من خلال عرضه أن ظروف الحجر الصحي وحالة الطوارئ الصحية غيرت عادات الاستهلاك عند بعض المغاربة كالاستغناء عن شراء المواد الغذائية الجاهزة وتعويض ذلك بالطبخ المنزلي مما ساهم بشكل إيجابي على الحفاظ على الصحة والربح الاقتصادي مع اعتماد التقشف عند العديد من الأسر بينما أن هناك أسر أخرى حافظت على نفس النمط الاستهلاكي الذي اعتادت عليه لسنوات الشيء الذي جعلها تطلب قروضا وتبحث عن موارد أحرى لتغطية مصاريف الاستهلاك الرمضاني.

بينما جاءت مداخلة الشيخ محمد بنموسى الأستاذ الباحث في الدراسات الإسلامية وخطيب مسجد إدريس الأول بطريق إيموزار ورئيس جمعية مرضى داء السكري وتائب رئيس جمعية إسعاد لمرضى القصور الكلوي حول دور الصيام في تغيير سلوكيات الصائم في رمضان زمن كورونا أن ما اعتاد عليه الناس في رمضان كثرة الاستهلاك وهذا مخالف تماما لأهداف الصيام. وبالرجوع إلى مقاصد الشريعة السمحة وإلى فلسفة الصيام خاصة يضيف الأستاذ بنموسى نجد القاعدة الشرعية متمثلة في الوسطية والاعتدال انطلاقا من قوله تعالى ” كلوا واشربوا ولا تسرفوا” وقوله عز وجل ” والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما”.

فمدرسة الصيام تربي الصائم على التقوى وقوة الإرادة والتقليل من الأكل والشرب والتعبئة الروحية رحمة بالجسد وتزكية للنفس وتهذيبا للأخلاق لذلك كان عليه الصلاة والسلام يركز على وجبة الإفطار ووجبة السحور.

وجاء في تصريح الدكتور عز الدين الحسني اختصاصي أمراض النساء والتوليد ونائب رئيسة جمعية كفاءات مواطنة للتنمية أنه يتوجب على المرأة التعامل باحتياط مع التبضع والاستهلاك خلال شهر رمضان لأن الإسراف في الأكل في ظل الحجر المنزلي يؤدي إلى السمنة وبالتالي إلى مشاكل صحية على الخصوبة والإنجاب عند النساء.

وفي نهاية الندوة تم رفع برقية ولاء وإخلاص إلى السدة العالية بالله جلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده.

About محمد الفاسي