محسن الأكرمين.
الدورة الاستثنائية الخاصة بمجلس جماعة مكناس ليوم 23 مارس 2021، تسرب منها سؤال عادل من أحد الأصدقاء: ما بعد عبد الله بوانو؟ هي أجوبة سؤال قد تمت بعفویة مع أطیاف سیاسیة متنوعة یُشھد لھم بالرزانة. سؤال لم یُحید عبد الله بوانو بالرسوب من المشھد السیاسي المحلي، بل بالترقي الجھوي أو الوطني أو بقانون التنافي. سؤال غير مبطن ولا يحمل أي تحامل مهما كان نوعه. سؤال كان يبحث فقط عن إنصاف الرجل ولو بدون إخبار بمنجزاته على أرض الواقع بمكناس. سؤال لا يبحث عن التفاضل أو محاباة الرجل.
حقيقة، قد يبدو للجميع المشھد السياسي بمكناس مفزعا، ویحمل شكلا من أشكال جفاف التنافسیة والندیة. مشهد (هيتشكوكي) للسياسة يدفع بالكل إلى أن يفكر بجدية في (الكاریزما) الجاذبیة المقنعة التي قد تسد حالة غياب عبد الله بوانو ضمن المنافسة المحلية. لكن للمصداقية التاريخية قوة حضور، فكل من فرك السؤال بالفحص والتفكير، بدت عليه أن الاختيارات صعبة، وأن مؤشرات القوة والتمايز لا تستوفي عد عدد أصابع الید الواحدة من سياسي المدينة.
نعم ، فرغم المتابعة بما یسود مكناس من حركیة القوى السیاسیة (الفاتنة بالفتنة، و معرفة من امتهن اقتناص الفرص الفوضوية)، إلا أننا لم نتمكن البتة من التفكیر ( في مستقبل مكناس) بدون استحضار اسم بوانو، لما الأمر؟ لأنه بحق استطاع أن یصنع بصمة التدبير (البوانونیة) التي تتأسس على عنصر التوافق مع جميع الفرقاء، استطاع حل المشاكل الیومیة وتجمیع كل الخیوط بیده (أنا…أمثلكم في أي قرار أتخذه…)، استطاع صناعة الثقة مع أعضاء مجلس جماعة مكناس، استطاع تمریر ولایته التامة ضمن خطة السلم السياسي والشفافية مع السلطات الترابية، وتحصيل الإجماع على قضايا (مكناس الكبرى !!!)، استطاع تدبیر ملفات (كبيرة) وتمریرھا أمنا وسلاما غير ما حصل بالاستثناء مع النقط من (25 إلى 27) الخاصة بمجموعة (سيتي كلوب).
ھو مكناس الذي شبه (بالطاجین الحامي) وفي السماء (طاروا شقوف) الارتباك في (دورة الاستثناء ليوم 23مارس 2021).لنتفق أولا عن أجوبة يمكن ألا تكون غير قارة لسؤال الانطلاق عبر أسئلة أخرى مستفزة: ما ھي موصفات عمدة مكناس القادم؟ ما ھي انتظارات الساكنة من عمدة المدينة القادم؟ ما ھو التغییر الذي یمكن أن تصنعه صنادیق الاقتراع؟ هل الاستنساخ السياسي سيبقى حاضرا؟ إنھا الأسئلة التي لن نقدر الحسم في الإجابة عنھا مهما استحسنا التخمين، إنه مكناس الذي لا مشتل حزب فيه مزھر لصناعة ملمح الوجه السیاسی القادم بالتفرد يوازي بالتمام ما صنعه بوانو في تدبيره للشأن المحلي.
لنعد إلى الحزب المدبر لشأن جماعة بمكناس ونقلبه بالتفتیش عن البدیل الممكن، حتما سنفشل في تحدید معاییر الاختیار داخله وفق مقاسات تدبیر عبد الله بوانو وطاقته الاستيعابية والترافعية. قد نفشل في تعیین البدیل ضمن منظور اشتغال بوانو وفق رنة ھاتف الاطفائي” المستعد للحركة، وإسكات نیران المشاكل المستجدة داخل فريقه أوخارجه…”، وخير مثال أصيل مطالبته بحذف (مكناس خربة) من مدونة الجلسة، كي لا تفهم خارج سياق الحديث، قد نفشل في تحدید اختیار البدیل بمنطق الخلیفة المماثل.
الخوف لأي متربع على كرسي مجلس جماعة مكناس من ملف (الباقي استخلاصه) من ( العجز المالي) المتفاقم جراء متلازمات كثيرة تراكمت بعدة أوجه متحورة، الخوف من الوضعية الاقتصادية والاجتماعية ما بعد زمن كورونا (يقول عبد الله بوانو: واش أنا الذي جاب كورونا … والله لست أنا…).
اليوم، ھو حدیث منقول من الشغب السیاسي والذي مكن من بناء (تیفو المعارضة في دورة 23 مارس 2021)، لكن القول الحق، وبه نأخذ العبرة “سيأتي يوم وقد يتم التحسر فيه والحنين على زمن تدبير الشأن المحلي لجماعة مكناس من طرف عبد الله بوانو، سيأتي يوم قد نعلن فيه المقارنة بصيغة التفاضل النوعي لا الكمي… ويكون للسيد عبد الله بوانو السبق في لائحة النوع ويحمل لقب (المعلم الكبير) كما جاء على لسان صديقي”.