أكتب إلى كل امرأة أحبتني مثل ما أحببتها بزيادة، إلى كل امرأة عارضت وثارت على أنانية شهريار واحتلت سريره، وبدا شهريار يتلعثم في الحكاية والوصول إلى صياح ديك لينام . إلى امرأة امتلكت حريتها ولم تعد نون النسوة بل ثاء التأنيث بمنتهى جمع الجموع الآمن.
أكتب مطوية رسالة معطرة بأزاهير الربيع، إلى امرأة لم تصنع من ورق العبارات النافذة، ولا من تزويق بلاغة الكلمات الفاضحة. أكتب إلى امرأة تشكل الحياة بين الحاء والباء وتنعش ابتسامة العطاء والكينونة. أكتب إلى امرأة من جنس حواء وغواية آدم للخروج من جنة الخلد إلى متسع دنيا المتاعب وبقيت للحب وفية، أكتب إلى امرأة كجزء من التاريخ غير المنسي ولا المتقادم ولا المتهالك فهي الأساس وزاوية البناء، إلى امرأة تشعل حرائق حبي حين تلين وتتبسم لمشاعري الطفولية، إلى امرأة تعيد عقارب الحب إلى الوراء وتحيي شهريار ليعتذر عن تخويفها وتركها تحكي عن الحب بلا انقطاع…
أكتب إلى امرأة أشعلت كل أصابعها شموعا منيرة لنا بالجمع لا الإفراد، إلى امرأة أتسلل لهفة إلى حنو قلبها وضمة يديها، إلى امرأة تصنع أحلام الرياحين وتمنع عني شوك البراري وموج البحار، إلى امرأة تتحمل عصبيتي وجنوني المبكي، تتحمل فرحي الممطر وآهات أحلامي، إلى امرأة ترقص على مشاهد كلماتي دون أدونها كتابة عنها بالتخصيص وذكر اسمها…
أكتب حبرا ورديا بالحب ، إلى امرأة تلتصق بروحي حرارة، تداعبني تحررني من خوفي ومن توجساتي في الزمن والمكان، إلى امرأة تنعشني فرحا كما تبكيني رأفة، تضمني عشقا، تخاطبني بمتتالية الابتسامة ” أشهد ألا رجلا إلا أنت”.
أكتب إلى امرأة تفيض فكرا وأنفة ترفعية، إلى امرأة لم يستنسخها التاريخ ولم تكن يوما (فوطو كبي) لكل نساء العالم، أكتب إلى امرأة تسترق مني الفرحة بالفرح المشارك وتقتل الملل المتراكم بحياتي الماضية، أكتب إلى امرأة آتية من النهر حين يفيض ماء ويثلج الأنفس العطشى، إلى امرأة لا تفكر في هرولة الهروب ولا في فراق الوجع، إلى امرأة تحتملني مثل نوارة … وجه عروس في الحب وحلم الأمل، أكتب إلى امرأة لا تؤمن بالخرافة ولا بأساطير جداول الأبخرة والأضرحة… أكتب إلى امرأة العقل والتفكير المنطقي ، إلى امرأة تحترف الانفعال وهي تضمني ارتعاشا، إلى امرأة لم تنكسر حتى في خروجها من جنة الخلد بل ظلت وفية لآدم… إلى امرأة تصرخ، تبكي، تفرح، ولا تتأفف من الوطن ولا من الحبيب…
أكتب إلى امرأة الجبل الشامخ ورضا العيش، أكتب إلى امرأة بكل لغات الوطن والهويات الفردانية والذاكرة المشتركة، إلى امرأة صنعت الوطن والإنسان والوجود وحررت الأفكار والأبدان من حماية التحكم، إلى امرأة تظهر في أحلامي مثل ملائكة السماء بلا ألوان ولا ملامح فاضحة، إلى امرأة تلتحف كل ألوان الطيف وتزكي الحب والرعاية فينا كل صبح ومساء، إلى امرأة قد تدخلني الجنة من تحت أقدامها شفاعة ورأفة ، إلى امرأة تنطق اسمي حتى في آخر زفرات حياتها … إلى امرأة لم تذكرني بتاتا باسمي الشخصي ، بل بقلب الكرم في تصريف الجمع…
أكتب إلى امرأة لم تكسر شعوري يوما عنوة، لم تنل من رجولتي تحقيرا ولا تنزيلا، إلى امرأة ذات عيون صاحيتين ممطرتين، إلى امرأة مثل المرآة حين تنظر في عيونها تزيدك اطمئنانا وتنويرا، إلى امرأة أحلم أن تكون آخر لمسات حياتي على شفتيها المطبقتين بالابتسامة الفيضية.
أكتب إليك أنت سيدتي… والأخريات سيداتي… بالدنو والبعد ولن يزيدني إلا إصرارا أنك أنت التي أقصد في كلماتي بالتصريح الرمزي، إلى امرأة أسافر بين شرايين دمها مثل التطعيم وأمل بقاء الحياة، أكتب إلى امرأة تمتلك قلبي وتفكيري وحبي منذ أن عشقتها من الوهلة الأولى في عيونها …إليك أكتب …إليكم ثاء التأنيث …ونون النسوة بجمع الجموع أكتب… عند يومكم 8 مارس….