من مظاهر أرانب سباقات تجديد النخب السياسية بمكناس.
محسن الأكرمين.
قد يحق لنا القول أن اللوائح الانتخابية قد أفسدت اللعبة السياسية، أفسدت حتى النضال وذاك التدافع السياسي داخل الأحزاب، أفسدت حتى تذوق توابل طعم التمييز بين الوجوه الطالحة بالكثرة والصالحة بالقلة، أفسد على الناخب داخل المعزل عملية (قلب الطرحة)، وبات يمارس سياسة التحوير في التصويت.
اليوم باتت الوجوه في السياسة مثل أرانب سباقات تجديد النخب السياسية بمكناس، باتت لا تحتاج إلى تلك القاعدة الجماهيرية ولا إلى نواة التفاضل، بل تحتاج فقط إلى رضا الساحر الكبير في الحزب لتحتل رأس اللائحة الانتخابية و( كفى زعيم رأس اللائحة شر النضال) و (الباقي يصوت على الناعس). هم أرانب سباقات تجديد النخب السياسية (بالمهل) وبدون زوبعة نضال، والذين لم تصنعهم بتاتا مصانع قواعد الأحزاب، ولا فُركوا في قضايا المحتكات الاجتماعية و لا التنموية، ولا مرجعية شعبية لديهم غير التزكية. هم حقا من أعجبتهم اللعبة السياسية المغرية بالامتيازات، وتسلق جبل الريع (حتى المعنوي منه) على أظهر الناخبين المغرر بهم مرات عديدة بمكناس. ومن مظاهر المقاسات الجديدة للسياسيين الجدد، التمسح بمن مضى من سياسي المدينة والتبرك بهم، ولما حتى البحث عن مظلة الإنزال الآمن والحماية من خارج مساحة مكناس.
انتخابات(2021) هي حرب باردة بين رؤوس اللوائح الانتخابية، خاصة بعد أن بات تنافي المناصب يحكم حتى مكناس، وأصبح المتغير يحتمل غياب (الدكتور عبد الله بوانو) عن رأس لائحة حزبه في انتخابات مجلس الجماعة. أصبح الكل بمكناس يمارس تعلم كفاية (كيف تصبح عمدة مدينة مكناس في انتخابات 2021؟) !!! هي إذا أرانب السباقات الجديدة التي تنفش ريشها مثل الديك الحبشي(الأبيض) بالشد على الولاءات السياسية المركزية، بدل القواعد الشعبية المحلية وصوت الناخب. هي الوجوه الجديدة التي تضخمت(الأنا) بداخلها فباتت مثل (دون كيشوت دي لا مانتشا) في الزعامة، وتحسب أن (العجينة بمكناس باردة). هي الملامح التي أينعت بحلم (كيف تصبح عمدة المدينة في خمسة أيام؟)، وحين تسأل عن: من هو زيد أو من هو عمرو؟ يكون الجواب عند المواطن البسيط (الناخب) هما نكرة موصوفة غير مقصودة.
يحق القول ثانية، أن اللعبة الانتخابية بمكناس باتت تعيش التنافس داخل رأس اللوائح فقط. يؤسف أن نعلن أن من بين الأسباب الرئيسية للعزوف الانتخابي والسياسي هي اللوائح ذاتها. فقد تكون انتخابات (2021) محبطة قبل الشروع في ممارستها لأن (زيدا قد تصالح مع عمرو) في النهاية، وبدّل لون حزبه وتحالف معه !!! قد تكون من بين نهاية ما تبقى من التنافسية السياسية الشريفة، وكل من لم يلتحق بغروره السياسي(ها يتكمش) وراء، ويمكن أن يرحل عن المدينة، و هو يلعن السياسة والسياسيين!!!
من الملاحظات الوجيهة أن هنالك حركات جنينية لعودة لوائح (اللامنتمين) إلى الظهور في الاستحقاقات الانتخابية الآتية، وقد تنافس الأحزاب الأشدّ (توغلا) بتصويت العقاب. ومن الملاحظات كذلك أن يعلن البعض جهارا (لن أترشح نضاليا) ولن أشارك في لعبة سياسية محسومة النتائج منذ البداية برأس اللائحة ومن يجاريه بالانبطاح التبعي. اليوم نقف عند الانتخابات المرّة قياسا مع فيلم (التفاحة المرّة) حين لا تستطيع الساكنة ولا المدينة صناعة ممثليها بالاختيار النقي، بل باتت الوجوه الوصولية هي من تختار ذاتها وتعرض خدماتها النفعية في كل المجالات الحيوية بالمدينة…