تدوينة لإدريس الأزمي رئيس المجلس الجماعي لفاس
كتب صاحب العمود الخشبي في عموده بتاريخ 25 يناير الجاري بجريدته المجردة من كل ما يمت بصلة إلى أبجديات وأخلاقيات العمل الصحفي، وبعنوان وبمضمون مليء بالمبالغات وبالتضخيم والتهويل كعادته ولا يمكن أن يكون إلا كذلك فصاحبنا مالك هذا العمود الخشبي حاطب ليل بالإضافة لكونه يتقن الزيادة ويضيف “فويخرات” من عنده ومن عندهم، ولأنه كعادته لا يستحضر المسؤولية أمام القراء ويفتقد للموضوعية لتقديم الأمور في حجمها وسياقها الحقيقي.
أطمئن صاحب العمود الخشبي أن أهل فاس يعلمون كل شيء. ففاس وكما قال أحدهم منذ سنوات قديمة خلت عن فاس وأهله : “في فاس الكل يعلم كل شيء عن كل شيء”، وليسوا في حاجة لصاحب العمود ليعلمهم.
والشركة المكلفة نشرت كل شيء وبكل شفافية ومنذ أسابيع خلت وقبل أن يكتشف صاحب العمود اليوم هذا الكنز الخبري، وقد أخبرت الشركة بكل المعطيات المتعلقة بتنظيم المجانية -خلال فترة الأداء، من الثامنة صباحا الى الثامنة ليلا- كتسهيل إضافي وبطريقة ميسرة، حيث قررت الجماعة تمتيع جميع سكان العمارات التي لا تتوفر على المرأب بالمجانية وضبط عملية المجانية بالنسبة لعدد من الإقامات التي تتوفر على مرأب ولكنه لا يتسع لكل الساكنة. علما أن الفترة الليلية مجانية وللجميع.
لكن ما لا يعلمه أهل فاس ونحن معهم هو كيف يصبح بعض الأشخاص “صحافيين” يعرفون في كل شيء ويتحدثون في قليل مما يعلمون وفي كثير مما لا يعلمون، ويعطون لأنفسهم الحق في إعطاء الدروس لكل من يمشي على الأرض وينسون أنفسهم؛ ولا كيف يفتقر صاحب هذا العمود لأبجديات هذه المهنة الشريفة، أو كيف يحترف الدوس عليها حقدا من عند أنفسهم، حيث لا مكان للرأي الآخر ولا موضوعية ولامسؤولية أمام القراء.
فالمهم عنده هو أن يكتب ويكتب ويكتب ويهول ويضخم الأمور ويغيب الرأي الآخر الذي يعلم مسبقا أنه سيفحمه وسيبطل سحره وستتكسر على صخرته خشيبات عموده المتهاوي؛ أما عن شروط الخزيرات فصاحب العمود أعرف وأعلم بها وببلادها التي اختبيء فيها وبلع لسانه لفترة وراجع خطه ليعود لممارسة هوايته المفضلة الممثلة في نشر الترهات حول العدالة والتنمية وكلما ووجه إلا واشتكى من المواجهة ومن الهجمات بعقلية التباكي التي يتقنها جيدا، والتي ختم بها عموده الخشبي المُسَوَّس والمُسوِّس.
وسبحان الله، فلله في خلقه شؤون.