احتفال دول شمال إفريقيا بحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة ومناسبة لتجديد مطلب إقراره عطلة رسمية

بقلم: الصديق الهواري

وكعادتها في كل سنة تحتفل دول شمال افريقيا بحلول رأس السنة الأمازيغية الجديدة والذي يوافق الثالث عشر من يناير من السنة الميلادية، ويطلق عليه “ايناير” بلسان الامازيغ، ويتم الاحتفال بحلول السنة الجديدة وفق طقوس معينة تختلف من منطقة الى أخرى، وتسمى تلك الليلة ب “ايض ايناير”، ومن أجل التعبير عن فرحتهم بهذه المناسبة يقوم الناس بإعداد وجبات أكل خاصة تتفاوت مكوناتها من من منطقة الى اخرى.
ومن خصائص ليلة رأس السنة الأمازيغية أنها توافق اطول ليلة في السنة بعدها يبدأ الشروع في امتداد طول النهار وقصر الليل .
وقد ربط الامازيغ عاداتهم بالارض، فمارسوها بشكل تلقائي، متبعين بذلك نظاما زمنيا دقيقا، يبتدأ في أول ليلة من السنة الفلاحية حيث تقام الحفلة وذلك بتهييء ” تاكلا ن ايض ايناير” ويكتسي زمن إحياء هذه العادة بعدين أثنين :
البعد الأول : ويبدو من خلال ارتباط مكونات هذه العادة بالأرض، إذ هي بمثابة بداية السنة الفلاحية، والأكلة التي تقدم فيها تتكون من مواد لها مغزى، وهي مؤشر على حال مستقبل السنة.
البعد الثاني: له ارتباك بتاريخ الامازيغ الذي يبتدئ مؤقتا، في المصادر المكتوبة – خاصة منها ما كتبه الاغريق -مع اعتلاء “أكليد” الملك الأمازيغي شيشونغ العرش في مصر، وكان ذلك بعد تنحيته لآخر ملوك الأسرة الحادية والعشرين، حيث انتثر شيشونغ على الملك رمسيس الثالث من اسرة الفراعنة بمصر في معركة دارت بين الطرفين سنة 950 ق م.

  • بعض مظاهر الاحتفال برأس السنة الامازيغية في المغرب :
    رغم اختلاف طرق الاحتفال بهذه المناسبة في مناطق عديدة، إلا أن العائلات تشترك في اجتماع افرادها حول مائدة عشاء يناير الذي يبقى مناسبة تتوارثها الأجيال، ففي منطقة الريف مثلا، وبحسب الباحثة بالمعهد الملكي للثقافة الأمازيغية الأستاذة صباح علاش، فإن طقوس الاحتفال برأس السنة الأمازيغية تختلف بين قبائل الريف، ففي قبيلة أيت ورياغل وتمسمان وأيت توزين ….. فإن عادات الاحتفال تكاد تكون متشابهة، إذ يتم توفير بعض الفواكه الجافة وإعداد وجبات ومن الحبوب والقطاني.
    أما في قبيلة بقيوة فيخصص يومين للاحتفال بقدوم السنة الجديدة اذ تعد الاطباق المصنوعة من الحلفاء وتملأ بجميع الفواكه الجافة، وفي اليوم الثاني تقوم النساء بإعداد وجبة عشاء مميزة غالبا ما تكون عبارة عن دجاج بلدي.

أما في منطقة حاحا فإن النساء يقمن خلال ليلة رأس السنة بوضع ثلاث لقمات قبل النوم في سطوح المنازل، ورقم ثلاثة الذي يرمز الى الاشهر الثلاثة الاولى من السنة، واستدرارا للمطر يرشن من بعيد المكان الذي وضعت فيه اللقمات بشيء من الملح، وفي الغد يقمن بتفحص هذه اللقمات،ويعتقدن ان اللقمة التي سقط عليها الملح تحدد الشهر الذي سيكون ممطرا.

  • الاعتراف برأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا :
    ككل سنة تتجدد المطالب باقرار رأس السنة الأمازيغية عيدا وطنيا، سواء من قبل المجتمع المدني او من قبل بعض الاحزاب السياسية، لكن لحد الساعة لم يتحقق هذا المطلب رغم الاعتراف باللغة الأمازيغية في الدستور لغة رسمية كما يقر بالمساواة في الممارسة الثقافية بين المغاربة.

About محمد الفاسي