إسبانيا .. انطلاق العام الدراسي الجديد وسط تخوفات من مخاطر الإصابة بفيروس ( كوفيد ـ 19 )

يعود تلاميذ المؤسسات التعليمية في خمس جهات تتمتع بنظام الحكم الذاتي في إسبانيا اليوم الاثنين إلى أقسامهم في إطار موسم دراسي جديد ينطلق حضوريا في ظل تفشي جائحة فيروس ( كوفيد 19 ) وارتفاع ملحوظ في عدد حالات الإصابة ومخاوف الأسر وأولياء التلاميذ على أطفالهم رغم دعوات الحكومة إلى الثقة في التدابير الاحترازية والوقائية التي تم اعتمادها من أجل ضمان دخول دراسي آمن لحوالي 8 مليون تلميذ مسجلين في العام الدراسي 2020 ـ 2021 .

ويتوجه اليوم تلاميذ المؤسسات التعليمة إلى فصولهم الدراسية بكل من جهات كانتابريا وإقليم الباسك ولاريوخا وفالنسيا وأراغون في حين ستفتتح المراكز الدراسية بجهة كاستيا وليون يوم غد الثلاثاء بينما تنطلق الدراسة بكاستيا لامانشا يوم الأربعاء وبجهات غاليسيا والأندلس وأستورياس وإسريمادورا وجزر البليار يوم 10 شتنبر .

أما بجهة كتالونيا فسينطلق العام الدراسي الجديد يوم 14 شتنبر كما هو الشأن بالنسبة لجهة مورسيا التي كانت قد أعلنت في البداية العودة إلى الفصول الدراسية في السابع من الشهر الجاري لتؤجل هذه العودة حتى الأسبوع المقبل في حين ستنطلق الدراسة بجزر الكناري يوم 15 من الشهر الجاري .

وكانت كل من جهتي مدريد ونافارا من أولى الجهات المستقلة التي فتحت مراكزها ومؤسساتها التعليمية يوم الجمعة الماضي .

ودعت إيزابيل سيلا وزيرة التربية والتعليم الأسر إلى أخذ أطفالهم إلى المدرسة بكل ثقة ” لأنها هي المكان الأكثر أمانا ” مشددة على ضرورة أن تفتح الأقسام الدراسية أبوابها في وجه التلاميذ ” لأن فوائدها تفوق بكثير المخاطر المحتملة التي يمكن أن تتسبب فيها ” .

وأضافت إيزابيل سيلا في تصريحات أمس الأحد ” صحيح أنه في مثل هذا الوضع لا يمكن لأحد أن يكون مطمئنا أو هادئا لا داخل المدرسة ولا خارجها ” مشيرة إلى أن السلطات المركزية ستواصل العمل بتعاون وتنسيق مع السلطات المحلية بالجهات المستقلة من أجل إيجاد الحلول لأية مشاكل قد تحدث ” .

وأكدت أن البروتوكول الذي اعتمدته وزارة التربية والتعليم وكذا توصيات وإجراءات سلامة العودة إلى الأقسام الدراسية خلال العام الدراسي الجديد ” كلها دينامية وذات فعالية وستخضع للتعديل مع تطور الوضع الوبائي حيث ستظل صحة وسلامة الأسرة التعليمية بكل مكوناتها أولوية أساسية خلال جميع مراحل العملية التعليمية ” .

وفيما يتعلق بالإغلاق المحتمل للمراكز والمؤسسات التعليمية في الجهات التي يمكن أن تفرض الحجر الصحي في حالة تطور الوضع الوبائي المرتبط بتفشي جائحة فيروس كورونا شددت المسؤولة على أنه ” طالما لم يكن هناك انتشار غير متحكم فيه للعدوى وهو الأمر الذي يجب أن تحدده وزارة الصحة فيجب أن تظل أبواب الأقسام والفصول الدراسية مفتوحة لأننا جميعا نعيش ونتعايش مع الوباء ” .

ورغم دعوات الاطمئنان التي ما فتئت تطلقها السلطات العمومية وتأكيدها على ضمان دخول دراسي آمن في ظل نفشي وباء ( كوفيد ـ 19 ) فإن نقابات المدرسين دعت إلى التوقف عن العمل مع بداية العام الدراسي خاصة بجهتي مدريد وغاليسيا على اعتبار أن التدابير والإجراءات الاحترازية والوقائية التي تم اعتمادها تظل غير كافية من أجل ضمان عودة آمنة إلى المدرسة بالإضافة إلى النقص في الموارد البشرية إلى جانب عدم تهيئة الفصول والأقسام الدراسية وكذا الفضاءات التي ستستقبل التلاميذ في المراكز والمدارس بالشكل المطلوب الذي يساهم بالفعل في تقليص أعداد التلاميذ في كل فصل .

بالإضافة إلى ذلك وعلى الرغم من أن الحكومة المركزية والجهات التي تتمتع بنظام الحكم الذاتي كانت قد أعلنت في نهاية غشت الماضي عن إجراءات النظافة والسلامة الخاصة التي يجب على المراكز التعليمية اعتمادها في مواجهة وباء ( كوفيد ـ 19 ) إلا أن القلق والتخوف يسود العديد من الأسر التي يفكر بعضها في عدم إرسال أطفالهم إلى المدرسة .

ولضمان دخول دراسي آمن قامت أكثر من ثماني جهات مستقلة بإجراء اختبارات الكشف عن الإصابة بالوباء على المدرسين والأطر التربوية بما في ذلك جهة مدريد التي سجلت أكثر من 2000 حالة إصابة بالمرض من بين أعضاء هيئة التدريس .

ولمواجهة احتمال منع بعض الأسر أطفالها من التوجه إلى المدارس أعلنت النيابة أنها ستتحرك في حالة التغيب المدرسي المتكرر وغير المبرر المرتبط بأزمة فيروس كورونا المستجد وستقوم بالإجراء المناسب بعد تحليل الأسباب حسب كل حالة على حدة .

المصدر: و.م.ع

About أحمد النميطة