بفضل مؤهلاتها الطبيعية المتنوعة، وديناميتها الحضرية المضطردة، باتت جماعة المنصورية بإقليم بن سليمان، وجهة سياحية صاعدة وملاذا آمنا للكثير من المصطافين الشغوفين بقضاء لحظات استجمام وارفة في كنف مياه البحر الهادئة.
الموقع الاستراتيجي للمنصورية، التي تزخر بساحل بحري يمتد على طول 20 كلم، وبحكم تواجدها بين بوزنيقة والمحمدية وقربها من محور الرباط – الدار البيضاء، وارتقائها إلى جماعة حضرية سنة 2009، كل ذلك عزز من جاذبية الجماعة وقابليتها لتوسيع دائرة التعمير، حيث أضحت المنطقة في سنوات قليلة وجهة مفضلة للكثير من الأسر وخاصة من مدينتي الرباط والدار البيضاء للاستمتاع بمناخها الهادئ ومياه ساحلها البحري الجذاب.
فقبل 10 سنوات تقريبا، كانت المنصورية تفتقد إلى أبسط مقومات العيش وأساسيات الاستقطاب العمراني (بنيات تحتية هشة-شبكة كهربائية محدودة، غياب ضروريات الحياة) لكنها في الألفية الثالثة وتحديدا في 2020 باتت بفعل جهود حثيثة من قبل السلطات الإقليمية والمجلس المحلي، حاضرة صاعدة تخطو بثبات لتعزيز مسار تنميتها المنشودة.
يقول رئيس المجلس الجماعي للمنصورية، امبارك عفيري، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن اكتساب الجماعة الصفة الحضرية في (28 أكتوبر 2008) شكل نقطة تحول ومنعطفا حاسما في جهود النهوض بمؤشرات التنمية المحلية.
ويضيف عفيري أن النمو الديمغرافي الملحوظ بالمنطقة “حتم علينا البحث عن السبل والموارد التمويلية اللازمة والتي ستساعدنا على توفير شروط توسع عمراني حضري يستجيب للمتطلبات التي تفرضها الدولة انسجاما مع مخططات التأهيل الحضري”.
وأمام الطلب المتنامي على الاصطياف بالمنصورية، يؤكد رئيس الجماعة، “كان لزاما علينا إرساء بيئة مواتية للاستقطاب السكني والسياحي، حيث قمنا بإطلاق مشروع تأهيل المدار الطرقي بالجماعة وإبرام شراكات متعددة مع مؤسسات حكومية لتوفير التجهيزات الأساسية الضرورية (بنيات تحتية) وخاصة على مستوى الساحل البحري الذي اصبح يحظى بجاذبية سياحية مضطردة”.
في الجانب الشمالي للساحل البحري للمنصورية، تبدو منتجعات ونواد سياحية عصرية تؤثث المشهد الحضري المحلي، إقامات سياحية شيدت وفق مواصفات عمرانية رفيعة منتصبة هنا وهنالك، تتوفر على مختلف المرافق الضرورية، من مسابح وملاعب ومطاعم ومقاهي، إقبال كبير من مختلف الشرائح العمرية لارتياد هذه الفضاءات والانتشاء في لحظات استجمام مناسبة في كنف هواء البحر المنعش.
يقول ديدي العلوي وهو مسؤول إداري بمنتجع سياحي تابع لمؤسسة بنكية بالمنطقة، إن المنصورية باتت تحظى بإقبال لافت من قبل شريحة واسعة من المواطنين الذين يفضلون الاستمتاع بهواء البحر وقضاء لحظات اصطياف ممتعة في رحاب الطبيعة الساحرة للمنطقة.
ويؤكد العلوي في تصريح مماثل أن الفضاء السياحي الذي يشرف على إدارته، يحظى بإقبال كبير من قبل الزوار وحتى من فرق كرة القدم الوطنية، لإقامة تربصات رياضية بعيدا عن صخب المدينة.
في الجهة الجنوبية لساحل المنصورية، تنتصب إقامات سكنية سياحية في هذا الجانب أو ذاك، أطفال يمرحون وشباب يافعون يستمتعون بالسباحة في مسابح عصرية وأخرون يزاولون رياضاتهم المفضلة في ملاعب مسيجة.
وفي موقع آخر، أباء وأمهات رابضون في مساحات خضراء يستمتعون بهواء البحر، للتخلص من رتابة وضغط العمل اليومي.
يقول عبد الواحد المدغري، وهو من قاطني إحدى الإقامات السياحية بالمنطقة في تصريح مماثل، ” المنصورية لم تعد كما كانت في السابق.. هي وجهتنا المفضلة طيلة أشهر السنة للاستمتاع بمؤهلاتها الطبيعية والسياحية اللافتة نظرا لما أصبحت تتمتع به من جاذبية وتوفرها على مختلف التجهيزات الضرورية”.
بمركز جماعة المنصورية، مطاعم ومقاه ومراكز تجارية صممت واجهاتها بعناية، تشهد إقبالا كبيرا من قبل زوار ومرتادي المنطقة وفي الممر الطرقي الذي يعبر وسط الجماعة بعد تأهيله مؤخرا وفق مواصفات عصرية، حركة سير دؤوبة لمختلف أنواع العربات.
موقع استراتيجي هام وشريط بحري وحزام غابوي يحيط بالمنطقة، ثمة مؤهلات طبيعية وسياحية لا تخطئها العين، ، وهو ما ساهم في تعزيز جاذبية المنصورية وديناميتها الحضرية.