عن غياب المثقف والفاعل السياسي في الزمن الحي لــ”كوفيد19″.
محسن الأكرمين.
ونحن مثل القطعة الواحدة في متم هرولة الأمتار الأخيرة لإتمام أحجية الشد على فيروس”كورونا” بأمن صحي وطني متحكم فيه، و لما حتى إذلاله بوضعه رهن الاعتقال الاحتياطي. بالموازاة مع هذا فقد تناما الحديث في غياب الفاعل السياسي عن ساحة تحرير الوطن من الوباء، قد فاض الحديث في توارى المثقف بالتقاعس عن تثبيت وتصويب الوعي السلوكي في ظل المداهمة الشرسة للفيروس. انتهى الكلام، إلى أن المواطن قد ترك لقمة صائغة في استنشاق الوباء، و العيش ضمن الأزمات الاجتماعية المتناسلة لولا تدخل الدولة بحكامة المصاحبة والدعم.
قد نلعب لعبة (القط والفأر)وندخل في الحاسوب أسماء من يعتبرون أنفسهم من نخب الفكر والثقافة، أومن قشدة علية القوم في الوجاهة والتنطيط السياسي، ونقوم بتحريك المحرك “جوجل Google” للبحث عما قدموه من خدمات تامة في التخفيف من أثر “كورونا”على المواطنين وعلى الوطن، لكنا من سوء نصيب الحظ أن نحصل على معطيات مشتتة تظهر وتختفي مثل (ثعلب الروائي محمد زفزاف) وراء شاشات الخطب المعيارية وعن بعد وبارتداء الكمامة الواقية !!! ويمكن أللسياسي ن يصنع أكبر كمامة بطول قانون 22/20 لتكميم الأفواه عن فكرة المقاطعة !!!
قد نستبق الحكم بالتصفيف لا التصفيق ونقول: أن علة الوطن الأساس في أنماط نخبه (الخواص) من شيوخ السياسة ومثقفي جيل (التيه)، قد نستفيد بهناء التقليل من وازع محاسبة الضمير الذاتي وتعويم القول، قد نستفيد من العرض السخي للتبعيض وجمع القلة بين نماذج من المثقفين والسياسيين بتنوع التضاد، ولكنا نقول: بأنهم باتوا من سدنة الكلام الرخو، والكراسي الوثيرة. وحتما لن يكونوا بتاتا من الأنبياء الأصفياء أو من حملة ألواح سنن الإصلاح والتصويب ما بعد زمن “كورونا”.
بين النخب (الخواص) ورعية (العوام) يمكن أن تضيع الحقيقة ضمن ألسن السفسطة الثقافية، والجدال السياسي العقيم، يمكن أن يتم التغرير بجموع (العوام) من طرف فئة (الخواص) بسهولة ماكرة، يمكن أن تكرر لعبة اللسع من نفس الجحر وبنفس سم أنياب الثعبان. قد يكون البعض من أسئلة (العوام) مستفزة ومارقة عن التوجه العام عند (الخواص) ولن تعجب حتما هذا وذاك، وقد لا نحصل لها عن أجوبة تشبع نهم سائليها، ومن بين الأسئلة المستطيلة الواردة: هل نخبنا المثقفة تحمل نرجسية التمكين للذات وتسلب الآخر حقه في الوعي والتقوية الاجتماعية؟ هل نخبنا المثقفة بخيلة في مجالات الإبداع الفكري والتوجيه، ولا تقدر على معاودة النزول إلى بؤر نشابة القوى الشعبية؟ هل (العوام) في حاجة إلى معارف المثقف و نزق السياسي مهما كان حجمها ونوعتها وقدها الفكري و الإنساني؟ هل تلك النماذج من السياسيين الجدد ومن المثقفين المتمكنين يمكن اعتبارهم من سدنة عبادة الكراسي، ولباس ثوب الوداعة؟ هل أفكارهم تؤمن بالديمقراطية أم هي أفكار من عصور فبركة أوثان التدوير السياسي الرديء؟.
من المنهج التاريخي قد نستوفي أمثلة تحليلية ونضع النخب المثقفة والسياسية في الخانة السالبة الأنانية والتي لا تقدر على التفاعل بتواضع وتطوع تفاعلي مع القضايا الاجتماعية المستجدة وبدون “كورونا”، وأنها قد لا تحمل حسن النية، وقد تخلق شرخا زجاجيا عاليا بين مجموع الفئات الاجتماعية لمصالح في نفس يعقوب (السياسي/المثقف). فمن بين ما عرت عنه “كورونا” أن الواقع المعيش للشعب لا يوازي خطب الوعظ وكراسي الإرشاد عن بعد، وأن أدوارا قد استنبتت في مشاتل بديلة بأحضان المجتمع المدني (الديمقراطية التشاركية) كانت فعالة وقمينة بسد فجوات كثر مما تركه السياسي والمثقف المعياري، وأن الوجع من ألم الفزع النفسي قد استطاع المجتمع المدني بأدواره التفاعلية أن يمتص صدمته الأولى بامتياز وشارك في تفعيل تدفق سيولة التضامن والتآزر، حتى وإن كان أمر الإحسان الاجتماعي لازال غير مقنن قانونيا ولا أخلاقيا.
لن نحمل كل خطيئة الوزر للمثقفين والسياسيين بل من المرة الأولى آثرنا لغة التبعيض ولم نقدر أن نعمم قولنا بالإفراط والتفريط، قد تكون هنالك أسباب أخرى عبر الزمن المغربي وتاريخه الحديث، قد قصت أجنحة السياسي ودجنته بالتطعيم، وكذا أخرست لسان المثقف الاجتماعي والعضوي وهمشته، قد نكون نعيش في عوز سؤال الديمقراطية، من حيث البداية وختم نهايات الحكامة.