يوم الأرض 2020 و جائحة كورونا
كنت اتمنى ان نكون احرار في هذا اليوم 22 ابريل 2020، الذي يصادف اليوم العالمي للأرض و يذكرنا ب 22 نيسان (إبريل) 1970،حيث نزل 20 مليون أميركي إلى الشوارع والحدائق والساحات للتظاهر من أجل بيئة صحية ومستدامة، و يذكرنا بعام 1990 تحوّل “يوم الأرض” إلى حدثِ عالمي حَشَدَ 200 مليون شخص في 141 دولة.
اليوم يسجن فيروس كوفيد19 أكثر من 4 مليار مواطن في العالم داخل منزلهم، سجن إرادي ناتج عن احتياطات تتخذها الدول من أجل الحفاظ على الأمن الصحي لدولة، لأن الفيروس بذالك يهدد كيانها في حالة لم تستطع تحقيق الحد الأدنى من الأمن الصحي للمجتمع.
فيروس استطاع أن يستنهظ الضمير العالمي ليفكر في الأمن الصحي، هذا الضمير الذي تم اغتياله من طرف الليبرالية المتوحشة بشركاتها العابرة القارات و نفوذها الذي تعدى الدول، حيث أصبح الربح أهم من الإنسان و صحته، الاقتصاد أهم من الأرض و الطبيعة، و أصبحت السياسات الاقتصادية التي تسنها هاته الشركات كالنار تلتهم كل شيئ، وقودها الارض و الانسان، لدينا أمثلة متعددة عالمية و محلية، كانت نتائجها جد جد مؤلمة، لم تنتهي لا الشركات و لا دول رغم الأصوات التي كانت تجر بالحقيقة و تناضل من أجلها، بل تمت مواجهته بالتضليل و الاحتواء و القمع.
ها نحن أمام جائحة عالمية، أجمع العلماء على أنا سبب فيروس سريع الانتشار و القاتل كثير في من الاحيان، طبيعي انتقل من الحيوان إلى الإنسان في ضروف لا زالت غامضة و محيرة، تتجلى منها حقيقة واحدة هو رد فعل ناتج عن الاعتداء على الحيوان و منه على الطبيعة، الحيوانية هي أكل الأحياء بل إن الإنسان دخل إلى هنا لدرجة الوحشية، إذن من الطبيعي ان يحدث رد فعل ياخذت من الأرواح الآلاف، لكن يمكننا نقول أن تأثير هاته الجائحة بفضل التطور العمراني خفيف، بمقارنة مع ما يتوقعه العلماء من كوارث طبيعية ممكن أن تعصف بالدول و القارات نتيجة اعتدائها الغير معقلن و المتوحش على الأرض و الحيوان.
إن الإنسانية أمام امتحان كبير جدا، امتحان يفرض عليها أن تغير من السلوك الفرد و المجتمع من عدو للبيئة إلى صديق للبيئة، هذا يتطلب مجهود كبير على عدة مستويات و في اتجهت متعددة، من أهمها إحداث جبهة عالمية تجعل من قضايا البيئة في قلب اهتماماتها، جبهة من المواطنين العادين البعيدين عن الربح الاقتصادي أو الموقع السياسي، يجتمعون على هدف عالمي واحد هو حماية الأرض و لهم موعد لقاء عالمي واحد يهتفون يصرخون بالملايير من طوكيو إلى الواشنطن بكل اللغات من أجل حماية الأرض و مستقبل الأجيال في الحياة، يكون أول موعد هو العام المقبل في مثل هذا اليوم العالمي.
أسامة الجناتي