أكد سفير المغرب ببروكسيل، السيد محمد عامر، اليوم السبت، أن سفارة المغرب ببلجيكا والقنصليات الثلاث للمملكة، معبأة بشكل كامل من أجل تقديم الدعم اللازم للجالية المغربية، في سياق جائحة فيروس كورونا المستجد.
وأوضح الدبلوماسي المغربي في حديث خص به وكالة المغرب العربي للأنباء، أن السفارة وقنصليات المملكة بكل من بروكسيل ولييج وأنفيرس، تعمل في إطار هذه التعبئة، التي تنسجم تمام الانسجام مع العناية السامية التي ما فتئ يوليها صاحب الجلالة الملك محمد السادس للجالية المغربية المقيمة بالخارج، على تقديم الدعم للمواطنين المغاربة العالقين في بلجيكا بسبب تعليق الرحلات الجوية وإغلاق الحدود، وكذا الإعلان عن حالة الطوارئ الصحية، وتقديم المساعدة الضرورية للأشخاص الموجودين في وضعية صعبة، ومصاحبة الجالية من خلال حملة تواصلية وتحسيسية مستمرة.
وأكد في هذا السياق، أنه يتم إيلاء عناية خاصة للأشخاص ذوي الحركية المحدودة ومرافقيهم، مسجلا أن السفارة والقنصليات تعبأت، بتنسيق مع وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، من أجل دعمهم والتكفل بهم.
وللإشارة، فإن نحو 910 مواطنا مغربيا يوجدون اليوم عالقين ببلجيكا، عقب إغلاق المجال الجوي في سياق تفشي وباء فيروس كورونا المستجد.
وحرص السيد عامر في هذا الصدد، على تقديم شكره لمجموع المغاربة الموجودين في هذه الوضعية الاستثنائية ببلجيكا على تفهمهم وتحليهم بالصبر، وكذا فعاليات المجتمع المدني المغربي المقيمين ببلجيكا على جهودهم وتضامنهم مع المواطنين المغاربة، وإزاء الرسائل الإيجابية والمشجعة التي ما فتئوا يتوجهون بها للمصالح الدبلوماسية والقنصلية للمملكة.
وذكر السفير بإحداث خلية لليقظة على مستوى السفارة والقنصليات الثلاث للمملكة منذ 14 مارس المنصرم، والمكلفة بضمان التتبع اليومي لوضعية المواطنين العالقين، لاسيما من خلال القيام بتعدادهم وإنشاء لائحة جماعية بأسمائهم.
وذكر، أيضا، بتمكين المواطنين المغاربة من خطوط هاتفية مخصصة لهذا الغرض ومن بريد إلكتروني على مستوى السفارة والقنصليات الثلاث، والتي تم التواصل بشأنها على نطاق واسع، من خلال الصحافة الوطنية والمحلية، وكذا عبر وسائل التواصل الاجتماعي والنسيج الجمعوي المغربي.
إلى جانب ذلك -يؤكد السيد عامر- تأخذ مصالح السفارة ومختلف القنصليات مبادرة التواصل مع مواطنينا المسجلين، من أجل الاستفسار حول وضعيتهم وحالتهم الصحية، قصد تمكينهم من المساعدة والدعم الضروريين، موضحا أن هذا الدعم يتخذ أشكالا متعددة (مساعدات غذائية، إيواء، مساعدة مالية، مساعدة صحية، اقتناء الأدوية… إلخ).
كما تعمل السفارة والقنصليات على التواصل بشكل دائم بكل من بلجيكا ودوقية لوكسومبورغ، مع المصالح المعنية المكلفة بالهجرة والأجانب، قصد تيسير إجراءات تمديد التأشيرات السياحية قصيرة المدة للمواطنين العالقين.
وأشار السيد عامر، أيضا، إلى أن عمل السفارة والقنصليات، في هذا السياق الخاص، يتوجه كذلك إلى الطلبة المغاربة ببلجيكا، الذين يتم التواصل معهم بشكل دائم، لاسيما من خلال ممثليهم، بغية تتبع وضعيتهم وطمأنتهم في هذه الأوقات الصعبة والتعبير عن استعداد السفارة والقنصليات إلى مدهم بيد المساعدة عند الحاجة.
وفي إطار المساهمة في الجهد المبذول من طرف الدولة البلجيكية بهدف الحد من انتشار الفيروس، يتم الاتصال بكيفية دائمة مع النسيج الجمعوي المغربي من أجل القيام بحملات تحسيسية تستهدف الجالية، وتدبير هذا الوضع الخاص باليقظة والتشاور المطلوبين في مثل هذه المواقف لصالح مواطنينا.
وبخصوص وضعية المغاربة المتوفين وإزاء عدم إمكانية ترحيل جثثهم ليواروا الثرى بالمغرب، ذكر الدبلوماسي المغربي بقرار وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، المتعلق بالتكفل بمصاريف دفن المتوفين في وضعية هشة.
وأشار السيد عامر إلى أن المصالح الدبلوماسية والقنصلية، تسهر بتنسيق مع السلطات البلدية البلجيكية، على ضمان دفن المغاربة المتوفين في مربعات مخصصة للمسلمين داخل المقابر البلدية.
وأوضح أنه، إلى اليوم، توفي 97 مواطنا مغربيا مقيما ببلجيكا جراء إصابتهم بفيروس “كوفيد-19″، منهم 75 ببروكسيل، و15 بلييج، و07 بأنفيرس، مشيرا إلى اتصاله شخصيا بالأسر المكلومة قصد تقديم التعازي والإعراب عن دعم السفارة في هذه الظروف العصيبة.
و.م.ع