محسن الأكرمين.
عند استكشافنا لنوعيات الخطاب عقب دخول فيروس “كورونا” لحدودنا الوطنية، اتضح لنا أننا قفزنا قفزة نوعية في مجال تحصيل التضامن والتآزر، وباتت الدولة فاعلا حكيما في الوقوف حماية لصحة الشعب. باتت تلك المعطيات القديمة الآتية من جيل ” قول (لا) ” بائدة وتحتاج إلى الأرشفة في رف ملفات الماضي.
الآن، أصبحنا نفكر في ترتيب أولويات المملكة بتكتيكات جديدة “ما بعد زمن كوفيد 19”. الآن، بات التفكير في إعدام تلك العلاقات غير سوية بين الدولة والمواطنين أمام أعين الجميع لنتخلص من كل منغصات تشنجات الماضي القريب. الآن، بدت ملامح أخرى لمجموعة من المتدخلين تؤثث مشهدنا اليومي بالصدق والوفاء للوطن، فيما تلك الوجوه التي التصقت كرها في وعينا الجماعي فقد ألزمت تكميم أفواها خوفا من “كورونا” وهربا من انتقاداتنا.
” غبر…غبر… ادخل …لداركوم…” هو خطاب التحول المحارب لسلوكيات من” التبرهيش” والجهل في استعمال الحرية بمسؤولية .
“العالم تيموت وأنت تتكركير…” هي العبارات الدالة بالدارجة البليغة، والتي غيرت تلك المفاهيم القديمة عن الإدارة الترابية، والتي تم ترسيخها لدينا منذ سنوات” الجمر والرصاص”.
الآن، باتت كل مكونات الدولة الأساس في خدمة الشعب ومصلحته، وباتت أولويات التصالح في خدمة الوطن فقط، وبات كل من الجيش الملكي، والدرك الملكي، والقوات المساعدة ، ورجال الوقاية المدنية، وقوات الأمن الوطني، وأجهزة الإدارة الترابية في ائتلاف يومي لتكبيل “كوفيد 19” وإعادة الأمني الصحي للوطن، باتت الخدمات الصحية تلقى استحسانا من طرف المرتفقين، كما تم استرجاع الثقة في أطر الطبية، والمصالحة مع خدمات المستشفيات العمومية، بات المجتمع المدني بحق مشاركا في تفعيل الديمقراطية التشاركية وتفعيل أوجه التضامن، بات الفعل السياسي متدني العطاء وتم الوقوف على أن الأظافر الخادشة للأحزاب “الشعبوية”، قد قلمتها صالونات التجميل الراقية.
” غبر…غبر… ادخل …لداركوم…” تعبير أمر واقف، وذي دلالة آت من نون النسوة ويحمل معادلة النوع والإنصاف في خدمة القضايا الوطنية، خطاب جفف جفاء التباعد الذي ساد منذ فصول الربيع العربي المتحرك، خطاب وأخرى سادت بحكمة ووطنية ستدخل التاريخ تدوينا أن “كورونا” قتلت خلافاتنا، قتلت أنانياتنا، قتلت تشتتنا، وجمعتنا بالوحدة الوطنية الكلية لمحاربة كل مواقع “كوفيد 19”.