من أكثر القضايا المقلقة منذ ظهور فيروس كوفيد-19 هي ما إذا كان يمكن أن يصاب به الشخص مرة ثانية، وما الذي يعنيه ذلك بالنسبة للمناعة.
صحيفة The Guardian البريطانية ناقشت القضية مع عدد من الأطباء والخبراء في هذا المجال.
الإثنين، 15 مارس/آذار، سعى كل من السير باتريك فالانس، كبير المستشارين العلميين للحكومة البريطانية، والبروفيسور كريس ويتي، كبير المستشارين الطبيين لرئيس الوزراء بوريس جونسون، إلى طمأنة العامة. وقالوا إن من أصيبوا بالفيروس مرة سوف تتطور لديهم بعض المناعة ويصبح من النادر إصابتهم بالمرض المعدي مجدداً.
هل يمكن أن يعود المرض؟
وبحسب الصحيفة البريطانية أثيرت الأسئلة حول هذا الشأن لأول مرة الشهر الماضي، عندما قالت السلطات اليابانية إن نتيجة فحوصات إحدى السيدات ظهرت إيجابية مجدداً، بعد أن كانت مصابة وتعافت من الفيروس وظهرت فحوصات سلبية لها. مما أصاب العلماء بالارتباك والقلق أيضاً.
البروفيسور مارك هاريس، الخبير في علم الفيروسات بجامعة ليدز، قال إن احتمال الإصابة بالعدوى مرة أخرى في هذه الحالة “غير مرجح”، ولكنه أضاف: “هناك بعض الأدلة في البحوث العلمية على إمكانية الإصابة المتكررة بعدوى فيروسات كورونا في بعض الحيوانات (في الخفافيش بشكل رئيسي)”.
عندما سُئل باتريك فالانس يوم الإثنين عمّا إذا كانت الحالة اليابانية تعني عدم إمكانية تحقيق “مناعة القطيع” المرجوّة، أجاب بأن بعض الأشخاص يصابون بالأمراض المعدية مرة ثانية، ولكنها حالات نادرة جداً. وأضاف أنه لا يوجد دليل يشير إلى حدوث ذلك مع فيروس كورونا المستجد.
في كل الأحوال توجد مناعة
وأوضح كريس ويتي أنه حتى إذا لم تكن هناك مناعة طويلة الأجل مع الأمراض، يكون هناك عادةً نوع من المناعة قصيرة المدى.
وقال البروفيسور جون كوهين، الأستاذ الفخري للأمراض المعدية بكلية طب برايتون وساسيكس: “الإجابة ببساطة هي أننا لا نعلم (عن إمكانية الإصابة بالعدوى مرة أخرى حتى الآن)، وذلك لأننا لا نملك أي اختبار أجسام مضادة للعدوى، ولكنه سيكون متوفراً لدينا قريباً”.
وأضاف كوهين: “ولكن بناء على العدوى الفيروسية الأخرى، قد تكون احتمالات الإصابة بالعدوى مرة أخرى غير مرجحة تماماً. بمجرد أن يصاب الشخص بعدوى سوف تتطور لديه مناعة ولن يصاب بالعدوى مجدداً. لطالما ستكون هناك استثناءات، ولكن يظل التوقع باكتساب مناعة ضد العدوى توقعاً معقولاً بكل تأكيد”.