محسن الأكرمين.
في إطار إستراتيجية تدبير المخاطر، توجد دائما خطة بديلة (B) ثانية لتدارك النواقص، وضبط تصويبات جديدة وفق خطة تطويرية. الآن، الأعداد بدأت تتزايد بالتصاعد (359)، ونحن لا زلنا نراهن على “العزل الصحي” ونجاعة “حالة الطوارئ الصحية”، قد تكون اختياراتنا صحيحة من صميم بنياتنا التحتية و إمكاناتنا اللوجستيكية، قد تكون اختياراتنا تنحوا نحو مبدأ الحماية الصحية الاستباقية، والاشتغال على الحالات المؤكدة من التحليل المخبري، قد تكون اختياراتنا مجدية في البداية، ولا زالت ضمن الأولويات الأساس، وأضحى من حسابات المعطيات وخارطة انتشار الفيروس المستجد التحرك بسرعة الطريق السيار، وطرح الخطة (B) للتداول والاشتغال.
من صدق الدعوة، تغيير خطة الاشتغال نحو بدائل ممكنة و متاحة حسب الإمكانات. من صدق المطلب، الإبقاء على “حالة الطوارئ الصحية” و “العزل الصحي” مع ضرورة الرفع من أعداد الذين يخضعون للاختبارات الطبية المخبرية (المبكرة) بغية التحكم في سلاسل الإصابات، والحد من تقاسم العدوى التي لن تنتهي إلا بتجفيف منابعها الأولى بالإصابة الكامنة والمعلنة.
من صدق الدعوة، توسيع الاستفادة من مختبرات الاختبارات والفحص المبكر على صعيد جهات المملكة. من التفكير السديد، انخراط المراكز الاستشفائية الجامعة (الدار البيضاء / الرباط/ فاس/ طنجة/ وجدة) في عمليات إنجاز التحليلات والكشوف المبكرة. من صدق الدعوة، اقتناء أجهزة الفحص المبكر لمكافحة تفشي الفيروس المستجد (تجربة الصين). من صدق السرعة النهائية، فتح المجال لمجموعة من المختبرات الخاصة (المصنفة وطنيا) على دعم مجهود الدولة في الكشف عن حاملي الفيروس كخدمات مواطنة.
قد تكون الأعداد المسجلة حاليا تماثل السير الحثيث في مجهود الفحص الطبي التحليلي المخبري للكشف عن فيروس”كورونا”، قد يكون هنالك كمون- (حالات سالبة)- لحالات لن تنفجر أعدادها إلا بعدما أن تلوث محيطها الاجتماعي بالعدوى. قد ندفع إلى مجاوزة الاشتغال وفق الرؤية الأولى “حالة الطوارئ الصحية” و”العزل الاجتماعي” اللذين لا مفر من نجاعتهما، مع استنهاض التحرك وفق السرعة النهائية من خلال الدفع بتكثير حالات التشخيص المبكر.
هي حالات في “الحجر الصحي” لن نصفها من الأسبوع القادم بأنها من الحالات المشتبه فيها، بل لا بد من إعلاء راية طوارئ اللون الأحمر وتسريع العمل في تعقب كل المصابين والمشتبه بهم لتطهير مواضع حضانة فيروس” كورونا”. فإذا كان الضغط اليومي على المعهد الوطني للصحة بالرباط ، ومعهد “باستور” بالبيضاء بات يشتد من كميات عينات التحاليل، فإن الأمر بات يستوجب إعادة تشكيل إستراتيجية أخرى داعمة، وتدعيم أسس الجهوية الموسعة بانخراط المراكز الاستشفائية الجامعة، ومختبرات التحليلات الخاصة والمصنفة وطنيا.
هي اقتراحات بسيطة، و التي لن تغيب عن مدبري أمر شأن “الحالة الوبائية ” بالمملكة، هي اقتراحات ممكن أن تنقلنا إلى أعداد مفزعة لكنها في نفس الوقت تجنبنا تمطيط التمدد والانتشار، وتقليص زمن حياة الفيروس. فدول عديدة نهجت الكشف المبكر عن فيروس “كورونا” ولن نضع مقارنات غير سليمة، لكننا إذا ما فعلنا ما لدينا بالسرعة النهائية فإننا نقدر على إنهاء حياة الفيروس بالمملكة قبل 20 أبريل إن شاء الله.