محسن الأكرمين.
مكناس في قلب الحدث الوطني، وضمن مثيرات السبق في “زمن فيروس كورونا” (49 حالة المرتبة 3 وطنيا). حقيقة مخالفة للأولى كنا نود بصدق النية أن تكون مدينة السلاطين في عمق حدث التنمية، وتخلق الرفاه الاجتماعي كحدث وطني. لا علينا، هي أزمة “فيروس عالمي” عابرة وستمر بأمان إن شاء الله، وبفضل التدخلات الحكيمة لمؤسسات الدولة عامة، فقد علمتنا التجارب التاريخية أن ساكنة مكناس قوية على التحمل والتجلد الذي لا مثيل له، علمتنا الأخبار الماضية أن المدينة تتقاسم أيام الفرح في وقت السراء، و حتى الألم تشترك فيه أيام الضراء.
لن نعيب لوما عن من وفد إليها من رحلة سياحية من أرض الكنانة وهو يحمل معه “كورونا”، هم منا ونحن منهم. ولكنا يمكن أن نلقي اللوم الحانق على السلطات المصرية، حين أخفت الوباء سرا خيفة من إفساد الحركة السياحية، نلومها أخلاقيا، ودينيا، وقوميا، ولما حتى قانونيا (رأي القانون الدولي). الآن، نوعية فيروس”كورونا” بمكناس آت من بلاد “الفراعنة” ويحمل معه “لعنة الآلهة القديمة في أرض الكنانة “. فيروس استقر بأحياء معينة بمكناس ومنه امتد اتساعا نحو المخالطين والساكنة، ورتبتنا الإصابات المتزايدة من بين مدن السبق والتقدم في الوباء.
الآن، كل أجهزة الدولة الصحية وغيرها تسابق الزمن وتعمل على احتواء بؤرة حضانة الفيروس، وإبطال تفريخ التقاسم الوبائي. الآن، نقول بأن مكناس تحتل الصفوف الأولى في أعداد الإصابات بالموازاة مع تعداد سكانها، من تم يكون حثنا الوافد و بعبارات عموم الساكنة بمكناس على “التحرك بسرعة وقوة” للحد من انتشار الوباء.
اليوم، لن أطلب من ربي إلا شيئين أن يحفظ وطني ودولتي، وأن يحف صحة مدينتي مكناس أمنا ووقاية من تمدد الجائحة. ولكني اليوم، أطلب من الدولة تفعيل رؤية تصويبية تجاه مدينة مكناس، أطلب تدخلات فورية لتخفيض معادلة تنامي العدوى، أطلب من الدولة أن توفر أجهزة الكشف المبكر عن الفيروس بغرض تكميمه قبل أن يسيح اتساعا، أطلب بصوت المواطن الصادق بتسريع “الحجر الصحي” تحت المراقبة الطبية لكل من ظهرت عليه علامات الوباء. أطلب من الدولة رعاية فضلى لكل مواقع الهشاشة بالمدينة وتفعيل الدعم الاستثنائي للأسر الفقيرة بالسرعة اللازمة. أطلب من الدولة وضع مكناس ضمن أولويات الرعاية الايجابية لتعطيل الأرقام التصاعدية في إصابات مؤكدة و أخرى محتملة. مكناس التي تعيش منذ ظهور أول إصابة بالمدينة بعينين صاحيتين ممطرتين على بيانات الوضعية الوبائية. تعيش على روح التضامن والتآزر الاجتماعي الرزين، وبدون حسابات نفعية. تعيش على تضميد كل جراحات الإصابات بالتضامن والتعاطف، وحتى بالبكاء كأضعف الإيمان على موتى الوباء. تعيش على حلم أكيد وثقة عليا بعودة الأمان الصحي للمدينة. هي مكناس والتي أشبها دائما بطائر “الفنيق” الذي تعود إليه الحياة حتى من بقايا رماده.