حضرت جريدة فاس نيوز ميديا صلاة يومه الجمعة واحدا و عشرين فبراير بمسجد التاجموعتي الأول بحي واد فاس.
واستهل الإمام الخطيب خطبة الجمعة بذكر الله عز وجل و بالثناء عليه ثم بالصلاة و السلام على النبي محمد عليه أفضل الصلاة و أزكى السلام، و على آله وصحبه والتابعين بإحسان إلى يوم الدين.
وفي متن الخطبة أشار الإمام إلى قوله تعالى في كتابه الحكيم في سورة الزخرف: “أَهُمْ يَقْسِمُونَ رَحْمَتَ رَبِّكَ ۚ نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُم مَّعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۚ وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِّيَتَّخِذَ بَعْضُهُم بَعْضًا سُخْرِيًّا ۗ وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ” (32).
فهي سنة إلهية يقول الإمام، لا تغيير لها ولا تبديل.
فالله عز وجل يبسط الرزق و يضيقه بمشيئته. وليس التفاوت في الرزق إلا لحكمة إلهية. فالعاقل يقبل بالقسمة التي قسمهما الله له، ولا يحزن على ما لم يدركه مما لم يتوفر له من الرزق.
قال تعالى في سورة البقرة : “كتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُون”َ (216).
ولجهل الإنسان ولقصر نظره، ينظر بعين الحسد لما في أيدي الميسورين، مما يورثه في نفسه الهم والغم.
فالله عز وجل أمر بالقناعة، كما جاء في قوله تعالى في سورة الحشر: و””َالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ ۚ وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ “(9). إلى غير ذلك من الآيات التي تصب في نفس المعنى.
فالطموح الزائد عن حده يتحول إلى هم وغم وكمد، وطمع الإنسان قد يدفعه إلى طلب مال الغير بدون وجه حق، وبالسبل الحرام، كمل الربى والقمار إلخ..
فالنظر إلى من هو دونك كفيل بضمان الراحة النفسية، في حين أن النظر باستمرار إلى من فضله عليك الله في الرزق لن يخلف إلا الأسى، وقد يدفع بالإنسان إلى فعل ما لا طاقة له به، بما في ذلك الإستدانة وطرق باب المحرمات.
وبدل التطلع إلى الماديات، من واجب المسلم أن يتطلع إلى العلم إلى الصحة وما شابه ذلك..
واسترسل الإمام في الجزء الثاني من خطبته في نفس الموضوع، مشيرا إلى حقيقة ألا علاقة بين القناعة و الفقر. كما أنه لا علاقة بين الغنى والطمع.
فالقناعة لا تعني الكسل، وعدم طلب الرزق بالطرق المشروعة.
يجب أن يرضى المومن بالحال، دون أن يمنعه ذلك من العمل بجد للإرتقاء و الرقي بمعيشته، في حدود الحلال والمعقول.
وختم الإمام خطبته بذكر الله عز وجل و بالثناء عليه، ثم بالدعاء لأمير المومنين الملك محمد السادس، بالتوفيق و السداد على طريق الخيرات، و لولي العهد الأمير المولى الحسن وللأسرة الملكية، ثم لسائر المومنين و المومنات و للأمة الإسلامية جمعاء.