تم، امس الخميس بالرباط، توقيع ما مجموعه 19 اتفاقية شراكة بين المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي وجمعيات فاعلة في مجال المبادرة المقاولاتية، وذلك خلال حفل نظمته الوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة.
وتندرج هذه الاتفاقيات، التي وقعها المستشار التقني الرئيسي لبرنامج لدعم المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، وممثلة المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، آنجليكا فراي-أولدنبورغ، ورؤساء الجمعيات الـ19، في إطار برنامج مواكبة المهن “نواة” الذي تنفذه الوكالة بدعم من المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي.
وتهدف هذه الاتفاقيات إلى توسيع نطاق الخدمات المقدمة للمقاولات الصغيرة جدا، من جهة، وتعزيز القدرات المؤسساتية لجمعيات المقاولات الشريكة، من جهة أخرى، لا سيما من خلال تبادل الخبرات بين المقاولين وهياكل الدعم العام والخاص والتمويل المشترك للأنشطة التي تستجيب للاحتياجات المحددة التي يطالب بها المقاولون.
وأشار المدير العام للوكالة الوطنية لإنعاش المقاولات الصغرى والمتوسطة، ابراهيم أرجدال، إلى أن الوكالة، بحكم توجهها وفي إطار تنفيذ مخطط التسريع الصناعي، تسهر على مواكبة نمو الشركات، لا سيما من خلال إحداث عروض مخصصة تضمن الاستجابة الملائمة لتوقعاتهم المحددة، خاصة فيما يتعلق بالمساعدة التقنية ودعم الاستثمار.
وأوضح أنه “ضمن هذه التحديات يندرج برنامج +نواة+ القائم على مقاربة +نوكليوس+ التي تم وضعها بشراكة مع المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي”، مشيرا إلى أن هذا البرنامج يقدم فرصة لمقاولين من نفس القطاع للعمل بشكل جماعي حول إشكالية معينة، بتحديد الأسباب وإيجاد الحلول المناسبة.
وأضاف السيد أرجدال أنه فرصة أيضا للمقاولين لإقامة العلاقات وتبادل الأفكار ومواجهة الصعوبات على أرض الواقع، مسجلا أن نجاح برنامج “نواة” واستدامته مشروطان بعضوية والتزام هياكل دعم الشركاء المنخرطة مباشرة في تنفيذ البرنامج.
من جانبها، أوضحت ممثلة المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي، آنجليكا فراي-أولدنبورغ، أن برنامج “نواة” يروم تعزيز المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة بالمغرب، مشيرة إلى أن المؤسسة الألمانية تقدم الدعم على عدة مستويات ومحاور لصالح المقاولين، وذلك بهدف تحسين مناخ الأعمال بالمملكة.
وأكدت أن توقيع اتفاقيات مع جمعيات المبادرة المقاولاتية يصبو إلى نشر مقاربة نواة على مستوى مختلف الجهات بالمغرب من أجل تلبية احتياجات وتوقعات المقاولات الصغيرة جدا والصغرى والمتوسطة، مضيفة أن هذه الأخيرة من شأنها تعزيز النمو الاقتصادي للمملكة من خلال خلق فرص الشغل.
وتقوم “نواة” على مقاربة “نوكليوس” التي تم تطويرها، منذ ما يقرب من 30 سنة، من طرف المؤسسة الألمانية للتعاون الدولي بالبرازيل وتم تنفيذها بنجاح في عدد من البلدان حول العالم، كما تستند إلى تكوين مجموعات من المقاولين في نفس المهنة أو القطاع الاقتصادي، وذلك بهدف تحديد الإشكاليات المشتركة ووضع خطط عمل مشتركة.
ويعد برنامج “نواة” رافعة هامة للتنمية السوسيو-اقتصادية للجماعات الترابية، ويمكن من تحسين القدرة التنافسية للمقاولين الذاتيين وحاملي المشاريع وكذا تنويع أسواقهم من خلال الربط الشبكي لرؤساء الشركات وتبادل الخبرات.
و.م.ع