من أجل تحسين الشروط السوسيو اقتصادية للنساء العاملات في مجال الصناعة التقليدية والخدمات بفاس المدينة وضمان استقلاليتهن المالية والإجتماعية، عقد اتحاد جمعيات فاس المدينة مائدة مستديرة لإعطاء انطلاقة مشروع “دار الصنعة” خصصت لدراسة موضوع “دور التعاونيات النسائية في تنمية قطاع الصناعة التقليدية” مساء أمس الاربعاء 17 يونيو الجاري بفاس.
المشروع يستهدف بشكل مباشر على مدى ثلاثة سنوات 78 من النساء بالمدينة القديمة على وجه الخصوص، ويقول السيد “عبد الحق البرني” رئيس اتحاد جمعيات فاس المدينة الذي تأسس سنة 2002، بأن التهييئ للمشروع أخذ منهم وقتا طويلا قارب ثلاثة سنوات، كما اعتبر ذات المصدر بأن المشروع مهم وضخم، فمن المنتظر أن يختتم بهيكلة النساء في ستة تعاونيات، وفي ذات السياق يضيف السيد “عبد الرحيم بلخياط” المدير الجهوي للصناعة التقليدية بفاس، بأن تأسيس تعاونيات أمر مهم لاسيما أنه منذ فجر الإستقلال تتوفر فاس فقط على 145 تعاونية حرفية منها 11 تعاونية نسائية، وهذا ما يبرز وفق كلامه ضعف التعاونيات النسائية.
مشروع دار الصنعة ممول من قبل منظمة “دروصوص” السويسرية التي تشتغل في المغرب من خلال عملها على مشاريع مختلفة مرتبطة بالتعليم والمبادرات وعلى الخصوص بالإدماج المهني، ويتجاوز الغلاف المالي الإجمالي للمشروع 400 مليون سنتيم تساهم فيه المنظمة السويسرية بأكثر من 370 مليون سنتيم، ومن أبرز نتائج المشروع الذي يقسم على مرحلتين الأولى التكوين والتأطير والثانية المواكبة والتتبع في التعاونيات، تمكين النساء من تقنيات التسويق والإنتاج ومن أدوات الإدارة وخلق الجمعيات، ومن أهم الأنشطة التي ستنجز في إطار المشروع : دورات تدريبية في مجالات مختلفة وصياغة دليل مهني لمرافقة المتعاونات في إنشاء التعاونيات.
وتجلت غاية المائدة المستديرة في خلق فضاء للتشاور بين مختلف الفاعلين المحليين في مجال مقاربة النوع والتنمية السوسيو اقتصادية، حول دور التعاونيات في تحقيق التنمية المحلية ومدى إهامها في تطوير الصناعة التقليدية وتحسين المنتوج الفاسي.
كما تدخل ذات المائدة في إطار مجهودات اتحاد فاس المدينة الرامية إلى تطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية بفاس المدينة، والرفع من مستوى عيش ساكنتها عبر خلق مشاريع مدرة للدخل، وكذا المساهمة في النقاش العمومي حول تدبير الشأن المحلي والتنمية المستدامة من خلال مقاربة تشاركية بين الفاعلين الجمعويين والمختصين في مجال التنمية المحلية، وكذا الفاعليين السياسيين المحليين.