عرفت قاعة المحاضرات بمديرية وزارة الثقافة بفاس، يوم السبت 01 يونيو 2019م، محاضرة بعنوان “عوائق الحوار الديني” من تأطير الأستاذ الدكتور يونس لوليدي. نظمتها جمعية أصدقاء المدينة للثقافة والفن بشراكة مع كلية الآداب والعلوم الإنسانية ظهر المهراز بفاس ومديرية وزارة الثقافة بفاس، وذلك في إطار انفتاح الجامعيين والباحثين على الساحة الثقافية والفكرية خارج أسوار الجامعة، في سياق الدعوة إلى التعايش السلمي والتعدد الثقافي والحوار الإنساني.
افتتح الدكتور يونس لوليدي محاضرته بالحديث عن سماحة الدين الإسلامي، مؤكدا أن ما نراه من انفلاتات وعنف وإلاهاب من طرف الحركات الجهادية يعود إلى وقوعهم تحت تأثير مشايخهم وقادتهم الدينين الذين هدفهم الأول هو الوصول إلى السلطة. وهو ما يعتبر استغلالا لعقول أتباعهم، الذين يعتقدون أن الشيخ يملك المعرفة الكاملة بالدين.
ومن أجل تبيين اختلاف القادة الدينيين بخصوص الحوار الديني، قام الدكتور بتقديم مجموعة من الاقتباسات لمشايخ يعادون الحوار، ويرفضون التفاهم مع كل من لا يؤمن بصدق نبوة رسول الإسلام، وقابلها بعد ذلك باقتباسات أخرى تدعو إلى الحوار السلمي بالتي هي أحسن، إسوة بالنبي.
وقد أرجع الدكتور آراء المعادين للحوار إلى اعتمادهم على مجموعة من الأحاديث الواردة في كل من كتاب “صحيح البخاري” و”صحيح مسلم”، حيث قام بتخريجها وتحليلها وبيان تهافتها، مقابل الدعوة إلى الحوار السلمي والتعايش المشترك، التي أقام عليها الدليل بالعودة إلى مجموعة من الآيات القرآنية، التي تؤكد أن الأصل في الدين الإسلامي هو الحوار بالتي هي أحسن، وأن القتال لا يكون إلا دفاعا عن النفس.
انتقل بعدها الدكتور يونس لوليدي إلى تحديد العوائق التي تواجه الحوار الديني فقسمها إلى أحد عشرة عائقا منها:
1- تعدد الانقسامات الطائفية والمذهبية في الإسلام وبعد الاستفاضة في التحليل، استنتج ضرورة إقامة حوار داخلي بين الطوائف والجماعات قبل الحوار الخارجي.
2- اعتبار بعض المسلمين أن أتباع باقي الديانات من الخاسرين فأظهر كيف أن الدين الإسلام وباقي الديانات دين واحد، شريطة أن تكون ديانات تؤمن بالله ولا تشرك به أحدا، وذلك بالاعتماد على مجموعة من الآيات القرآنية.
3- اعتبار المسلمين أن أهل الكتاب المتأخرين في النار: حيث أكد الدكتور أن الحوار يكون مع الموحدين وليس مع المشركين.
في الشق الثاني من عرضه تطرق الدكتور إلى موضوع الإرهاب وإلى مختلف تعاريفه، ثم قدم عوامل الإرهاب وأسبابه. كما اعتمد على بيانات وأبحاث من مختلف المراكز المختصة من بينها “مركز جين للإرهاب والتمرد” لتقديم إحصائيات عمليات الإرهاب وما تسببه من دمار، مبينا أن أكبر متضرر من العمليات الإرهابية هم المسلمين أنفسهم.
وفي الختام أكد الدكتور يونس لوليدي، أن الإسلام دين سلام وتعايش وحوار، وأن أول مهمة أمام المسلمين اليوم هي تربية أبنائنا على الحوار السلمي وعلى احترام كل المؤمنين بالله، والتحسيس بخطورة الإرهاب.
بقلم: ندى ناجي