فاس – وصف السيد مهدي قطبي، رئيس المؤسسة الوطنية للمتاحف، ترميم متحف البطحاء وإحداث متحف للثقافة اليهودية، اللذين أعطيت انطلاقتهما يوم أمس الاثنين بفاس من طرف صاحب الجلالة الملك محمد السادس، بـ “المبادرة الاستثنائية”.
وأضاف السيد قطبي في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء بالمناسبة أن “المغرب يقدم بذلك رسالة قوية للعالم مفادها أن التعايش بين المغاربة ومختلف الديانات حقيقي”.
وقال في هذا الصدد “بعد رسالة السلام التي مثلتها زيارة البابا، يرسل المغرب، تحت قيادة جلالة الملك، رسالة إلى العالم، لأننا بحاجة إلى مثل هذه الرسالة لإعلاء السلام والمحبة بين الأفراد وبين الثقافات “.
ومن جانبه، أكد مدير متحف محمد السادس للفن الحديث والمعاصر والمسؤول عن إعادة تأهيل المتاحف، عبد العزيز الإدريسي، أن مشروع إعادة تهيئة وترميم دار البطحاء، إحدى أقدم المعالم التاريخية بفاس وأهم المتاحف على المستوى الوطني، وإنشاء متحف الثقافة اليهودية هو خطوة كبيرة لإعطاء دفعة للمدينة وتسليط الضوء على الدور الذي لعبه المغرب عبر القرون في تطور الحضارة الإسلامية، وترسيخ روابطها بإفريقيا وأوروبا.
ووصف مبادرة إنشاء متحف مخصص للثقافة اليهودية التي تعد إحدى “روافد الهوية المغربية” بأنها “مهمة للغاية”، مضيفا أن المغرب هو أحد البلدان الرائدة في الحفاظ على الهويات المتعددة تمشيا مع روح الدستور، الذي يعترف بتنوع مكونات وروافد الثقافة والهوية المغربية.
وسيكون متحف الفن الإسلامي الجديد الأول من نوعه على مستوى حوض البحر الأبيض المتوسط وسيمثل مفخرة للمغرب، بالنظر لكونه سيغطي جميع الفترات التاريخية منذ إنشاء الدولة المغربية.
وقد زار صاحب الجلالة الملك محمد السادس، يوم الاثنين، العديد من المشاريع المنجزة في إطار برامج إعادة التأهيل وتثمين المدينة العتيقة لفاس، وأعطى جلالته انطلاقة أشغال ترميم متحف البطحاء وبناء متحف للثقافة اليهودية.
وتتماشى مختلف هذه المشاريع، التي زارها أو أعطى انطلاقتها جلالة الملك مع رؤية جلالته المتبصرة لصيانة والحفاظ على التراث الوطني بمختلف أشكاله وروافده وحمايته لصالح الأجيال المقبلة، وكذلك ضمن الجهود المبذولة لتعزيز إشعاع المدينة الألفية لفاس والتي كانت على الدوام نموذجا للتعايش بين الحضارات والثقافات.
و.م.ع