اختتم يوم السبت 6 أبريل، بسينما أومبير بفاس(سينما مغاراما حاليا)، مهرجان فاس للفكاهة في دورته الثامنة تحت شعار: “فاس تبتسم”، بتقديم العرض الفكاهي الضاحك “حنان شو” للفنانة الكوميدية المعروفة حنان الفاضلي، التي أمتعت جمهور مدينة فاس الذي حج بكثافة لمشاهدة العرض الفكاهي الساخر في وقت متأخر من الليل ورغم هطول الأمطار المتواصل. تناولت الفنانة المغربية التي برزت في سنوات التسعينيات من القرن العشرين إلى جانب مجموعة من الفكاهيين المعروفين مثل حسن الفد وغيره، عددا من المواضيع والقضايا الراهنية تفاعل معها جمهور المهرجان بطريقة إيجابية إلى حين انتهائها من عرضها الضاحك.
وعرف مهرجان فاس للفكاهة(من 3 إلى 6 أبريل) المنظم من طرف جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون وبدعم من وزارة الثقافة والاتصال– قطاع الثقافة، والمسرح الوطني محمد الخامس، وبشراكة مع مجلس جهة فاس مكناس ومجلس جماعة فاس، في اليوم الأول تقديم العرض المسرحي “لمبروك” لفرقة ستيلكوم تأليف أنس العاقل إعداد وإخراج أمين ناسور ومن تشخيص الفنانين: عبد الله ديدان، لطيفة أحرار، وسيلة صابحي، فريد الركراكي، هاجر الشركي، نجوم الزوهرة. والمسرحية هي محاكاة ساخرة للواقع المعاصر، حيث تتم صناعة الأساطير لتصبح وسيلة للسيطرة والهيمنة، ولتخدم المصالح الضيقة للطبقات المهيمنة، تلك التي لا تتورع عن ممارسة أي شيء في سبيل استمرارية مصالحها، حتى ولو تم ذلك على حساب الإنسانية والإنسان.
وعرضت في اليوم الثاني فرقة الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون عرضها المسرحي الجديد “مول الدار”، تأليف وإخراج عز الدين حتا، تمثيل: أميمة مصواب، عثمان دشر، كنزة فركاك، عبد العالي بلال، محمد العلمي، صفاء بنصفية، أمين المربطي، نسيمة جلال، ياسين الناصري، سينوغرافيا: رشيد حياني، موسيقى: طيب الشاهدي الوزاني، تقنيات: عثمان همادي، المحافظة العامة: عدنان المعتصم. وهي مسرحية عبارة عن قصة كوميدية اجتماعية لمجموعة من الشخصيات المختلفة في السن والتجارب يجمعهم منزل مشترك كل واحد منهم يقطن في غرفة منفردة اكتراها لنفسه، وكل شخصية تحمل آلامها وأحلامها بين يديها. هم إذن ستة شخصيات بثلات مستويات، المستوى الأول يتجلى في شخصيتين بائع متجول وسيدة تشتغل نادلة، والثاني فنان وطالبة. والمستوى الثالث جندي متقاعد وسيدة متقدمة في السن…
وتمحور اليوم الثالث من المهرجان على تقديم عروض فنية فكاهية ساخرة لمجموعة من الشباب خريجي برنامج “ستانداب” قدم مؤخرا على القناة الأولى المغربية، حيث تألق خلال هذا اليوم كل من أحمس طلس، نبيل الشرادي، خديجة كطاي، آدم بلحاج، خالد التويس، أيوب شكود.
كما برمج في اليوم الثالث من المهرجان حفل توقيع الإصدار الجديد: “بْـحَال الضَّحْكْ: السخرية والفكاهة في التعبيرات الفنية المغربية” للكاتب المغربي حسن نرايس والذي دعا السينمائيين والعاملين في مجال السينما إلى الانفتاح على الفكاهة وإنتاج أفلام فكاهية التي تعد نادرة بالمشهد السينمائي المغربي حيث لم يتم إنتاج إلى أفلام قليلة لم تتجاوز عدد أصابع اليد الواحدة استعملت فيها الفكاهة.
ونظمت طيلة أيام المهرجان أربع ورشات: “كتابة المادة الكوميدية” أطرها الفنان هشام الغفولي، وورشة “إعداد الممثل” أطرها الفنان عبد العالي فهيم، وورشة “تقنيات الإرتجال” أطرها الفنان أمين المربطي، وورشة “الإلقاء على الخشبة” أطرها الفنان عز الدين حتا، استفاد منها مجموعة من الشباب من مدينة فاس.
وقال محمد العلمي رئيس جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون في افتتاح الدورة التي عرفت حضور شخصيات معروفة من عالم الفن والثقافة بالإضافة إلى منتخبين وممثلين عن مصالح خارجية، إنهم لم يشعروا بمرور ثماني سنوات على هذه التظاهرة التي انطلقت بعزم وإصرار نحو تأسيس تظاهرة فكاهية خاصة بمدينة فاس قبل تسع سنوات تشكل سنويا موعدا قارا في الأجندة الثقافية للمدينة باعتبارها تساهم إلى جانب تظاهرات أخرى في التنشيط الثقافي والفني محليا وجهويا وتساعد مجموعة من الشباب على شق طريقهم في عالم الفكاهة والتنشيط من خلال تقديم لهم دروس نظرية وتطبيقية من طرف ثلة من الفنانين المعروفين الذين راكموا تجارب مختلفة.
وجدير بالإشارة، أن جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون هي جمعية وطنية مستقلة تأسست سنة 2009 بمدينة فاس، بهدف العمل على التنشيط الثقافي والإبداع الفني والاشتغال في مجال الصناعات الفنية، لذلك عملت وتعمل على تنظيم تظاهرات ثقافية أبرزها مهرجان فاس للفكاهة، والملتقى الجهوي للفكاهيين الشباب الذي ستنظم دورته الرابعة شهر شتنبر 2019، كما تشتغل على الفنون الجميلة كالمسرح. وأنتجت الجمعية إلى حد الآن 20 عرض مسرحي بمعدل عرضين مسرحيين كل سنة العرض الأول للمحترفين والثاني للشباب، وقد شاركت معظم العروض المسرحية في العديد من المهرجانات المحلية والدولية فبالإضافة إلى تقديم عروض مسرحية بمختلف المدن والأقاليم المغربية فقد قدمت الفرقة عروضا خارج المغرب خصوصا بفرنسا في مدينتي مونبوليي وبوردو.