في خطوة هامة لتعزيز القطاع الصناعي في المغرب، شرعت الحكومة المغربية في بناء منطقة صناعية جديدة تسمى “منطقة تسريع الصناعة الجرف”. وسيتم تخصيص هذه المنطقة للأنشطة المتعلقة بإنتاج البطاريات الكهربائية ومكوناتها، بما في ذلك الإنتاج الأولي لمواد الكاثود وإعادة تدوير الكتلة السوداء. وتقع المنطقة الصناعية على بعد 100 كيلومتر من مدينة الدار البيضاء، على مقربة من المجمع الصناعي لمجموعة OCP لإنتاج الأسمدة.
وقد تم تخصيص مساحة إجمالية قدرها 283 هكتاراً لإنشاء هذه المنطقة الصناعية الحديثة. وستكون المنطقة بمثابة مركز حيوي لإنتاج البطاريات الكهربائية ومكوناتها، وستلعب دورًا حاسمًا في تعزيز الاستدامة والابتكار في هذا القطاع المهم. بالإضافة إلى ذلك، ستستضيف المنطقة أيضًا الصناعات الكيميائية وشبه الكيميائية والتعدين والميكانيكا والكهرباء والإلكترونيات وصناعات السيارات.
ومن المتوقع أن يعود إنشاء هذه المنطقة الصناعية الجديدة بفوائد عديدة على الاقتصاد المغربي والمجتمع المحلي. وسيعزز فرص العمل ويخلق فرص عمل جديدة للشباب المغربي. علاوة على ذلك، سيساهم في زيادة الصادرات وتعزيز القدرة التنافسية للصناعات المحلية في السوق العالمية. علاوة على ذلك، ستعمل المنطقة على تعزيز التقدم التكنولوجي والابتكاري في المغرب، والمساهمة في تطوير البنية التحتية الصناعية، وتعزيز التكامل الصناعي في البلاد.
تجسد منطقة التسريع الصناعي بالجرف التزام المغرب بالتنمية المستدامة وحماية البيئة. وسيكون للبطاريات الكهربائية المنتجة في المنطقة تأثير بيئي إيجابي، حيث أنها بمثابة بديل لمصادر الطاقة التقليدية المعتمدة على الوقود الأحفوري. وسيساهم ذلك في الحد من انبعاثات الغازات الدفيئة والتخفيف من آثار تغير المناخ. وستعطي المنطقة أيضًا الأولوية لتنفيذ الممارسات الصديقة للبيئة، مثل إدارة النفايات وتدابير كفاءة الطاقة، لتقليل بصمتها البيئية.
يفتح إنشاء منطقة التسريع الصناعي في الجرف فرصًا كبيرة للتعاون والاستثمار لكل من أصحاب المصلحة المحليين والدوليين. وترحب الحكومة المغربية بالشراكات المحلية والأجنبية المهتمة بالاستثمار في المنطقة الصناعية. ولن يساهم هذا التعاون في النمو الاقتصادي للمغرب فحسب، بل سيسهل أيضًا نقل المعرفة وتبادل التكنولوجيا وتطوير القوى العاملة الماهرة.
عن موقع: فاس نيوز