في السنوات الأخيرة، برز المغرب كقوة هائلة في أفريقيا، وحصل على الاعتراف ببراعته العسكرية والسياسية والاقتصادية والثقافية. وبحسب موقع “إنسايدر مونكي” الأمريكي المتخصص في التصنيفات وتحليل البيانات، حصل المغرب على المركز الثالث في قائمة أقوى 15 دولة في أفريقيا لسنة 2024. واعتمد هذا الترتيب على مؤشرات تتعلق بالقوة العسكرية، التأثير السياسي والقوة الاقتصادية والتأثير الثقافي.
القوة العسكرية: قوة لا يستهان بها
عندما يتعلق الأمر بالقوة العسكرية، أثبت المغرب همته في القارة الأفريقية. ووضع موقع Insider Monkey المغرب في المركز الثاني من حيث القوة العسكرية. ويمكن أن يعزى هذا الإنجاز إلى عدة عوامل. أولاً، استثمر المغرب بشكل كبير في تحديث قواته المسلحة، وتزويدها بأحدث الأسلحة الغربية. وقد منحت هذه الخطوة الاستراتيجية المغرب ميزة على نظيره الجزائري، الذي يعتمد بشكل كبير على الاستحواذات العسكرية الروسية.
علاوة على ذلك، أقام المغرب علاقات ودية مع العديد من الدول، بما في ذلك إسرائيل، في الآونة الأخيرة. وقد عززت هذه العلاقات الدبلوماسية القوة الناعمة للمغرب على الساحة العالمية. إن القدرات العسكرية للبلاد، إلى جانب تحالفاتها السياسية، جعلتها لاعباً رئيسياً في الأمن الإقليمي.
القوة الاقتصادية: اقتصاد مزدهر
لعبت القوة الاقتصادية للمغرب أيضًا دورًا محوريًا في صعوده إلى الصدارة. وصنف موقع Insider Monkey المغرب في المركز السادس من حيث القوة الاقتصادية في أفريقيا. يقترب الناتج المحلي الإجمالي للبلاد بشكل مطرد من 140 مليار دولار منذ عام 2022، مما يشير إلى نمو اقتصادي قوي. ويمكن أن يعزى هذا النمو إلى قطاعات مختلفة، بما في ذلك الزراعة والسياحة والتصنيع.
كما اجتذب المغرب اهتمام مصنعي الأسلحة في الولايات المتحدة. وهم يراقبون عن كثب سباق التسلح الجاري بين المغرب والجزائر. وبينما أبرمت الجزائر صفقة مع روسيا في عام 2020 لشراء طائرات مقاتلة من طراز سوخوي سو-30، سعى المغرب لتأمين مقاتلات الشبح الأمريكية من الجيل الخامس التي تنتجها شركة لوكهيد مارتن. بالإضافة إلى ذلك، وقع المغرب صفقات دفاعية متعددة مع واشنطن، بما في ذلك شراء نظام الصواريخ HIMARS. كما أعلن البنتاغون عن بيع أسلحة جديدة للمغرب بقيمة 250 مليون دولار.
القوة الناعمة: التأثير الثقافي والدبلوماسية السياسية
وقد عزز النفوذ الثقافي للمغرب ودبلوماسيته السياسية مكانته كقوة فاعلة في أفريقيا. صنف موقع Insider Monkey المغرب في المرتبة الرابعة من حيث التأثير الثقافي والثالث من حيث القوة الناعمة. ساهم تاريخ البلاد الغني والتراث المتنوع والمشهد الفني النابض بالحياة في تأثيرها الثقافي. لقد استحوذ المطبخ المغربي والموسيقى والحرف التقليدية على اهتمام الجماهير في جميع أنحاء العالم، مما أدى إلى جذب السياح وتعزيز التبادل الثقافي.
وعلى الصعيد السياسي، كان المغرب سباقا في إقامة علاقات ودية مع مختلف الدول. ويشمل ذلك الإنجازات الدبلوماسية الأخيرة، مثل تطبيع العلاقات مع إسرائيل. وقد عززت هذه الجهود الدبلوماسية نفوذ المغرب السياسي وعززت قوته الناعمة على الساحة العالمية.
خاتمة
إن صعود المغرب كقوة عظمى في أفريقيا هو شهادة على قوته العسكرية، ونموه الاقتصادي، ونفوذه الثقافي، ودبلوماسيته السياسية. إن استثمار البلاد في تحديث قواتها المسلحة، إلى جانب علاقاتها الودية مع الدول الأخرى، جعلها لاعباً رئيسياً في الأمن الإقليمي. بالإضافة إلى ذلك، ساهم اقتصاد المغرب المزدهر والتراث الثقافي الغني والإنجازات الدبلوماسية في تعزيز مكانته على الساحة العالمية. ومع استمرار المغرب في تحقيق خطوات واسعة في مختلف المجالات، فمن الواضح أن مسار البلاد هو مسار التقدم والنفوذ. وبفضل موقعه الاستراتيجي والتزامه بالنمو، يستعد المغرب لتشكيل مستقبل أفريقيا وخارجها.
عن موقع: فاس نيوز